في الوقت الذي كانت فيه رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، تسعى في استحصال دعم فرنسي ـــ ألماني لتأجيل خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي مرة ثانية، أقرّ مجلس العموم البريطاني، بشكل نهائي، قانوناً يؤيد طلب ماي تأجيل موعد «بريكست» حتى آخر شهر حزيران/ يونيو المقبل. ونال القانون تأييد 420 صوتاً مقابل اعتراض 110 أصوات. وكان «العموم» وافق، الأسبوع الماضي، على مشروع لتفادي الخروج من دون اتفاق، قبل أن يتم تحويل المقترح إلى مجلس اللوردات (الغرفة العليا من البرلمان) الذي وافق عليه أيضاً في وقت متأخر من مساء الإثنين، ليحوز لاحقاً الموافقة الملكية. وبمروره بتلك المراحل، أصبح القانون ملزماً للحكومة. على خط مواز، بدأت ماي، أمس، جولة قصيرة تشمل كلاً من برلين وباريس، قبيل موعد القمة الطارئة التي يعقدها زعماء الاتحاد الأوروبي اليوم. وبعد لقائها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اجتمعت بالمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل. إلا أنه لم تصدر عن الزعماء الثلاثة تصريحات عقب اللقاءين.
مع ذلك، أنبأت المؤشرات التي سبقتهما بأن القارة العجوز شبه موافقة على الاستجابة لطلب ماي تمديد «بريكست»، رغم أنها عبّرت عن حذرها حياله. وقال وزير أوروبا الألماني، مايكل روت، أمس، قبيل بدء الاجتماعات التحضيرية للقمة، إن «الاتحاد قد يستجيب لطلب ماي، ولكن قد يتقدم أيضاً بتمديد أطول، ولكنه قد يكون عرضة لشروط شديدة كذلك».
من جهته، حذر وزير الخارجية الإيرلندي، سيمون كوفيني، من أن «بريكست من دون اتفاق يُعَدّ فشلاً ذريعاً للسياسة، ونريد ضمان عدم حدوثه»، مستدركاً بالقول: «لكن بالطبع يجب أن تكون هناك خطة حقيقية مرفقة بطلب التمديد، وأن تكون ذات صدقية، بهدف الموافقة على ذلك التمديد في الأيام الثلاثة المقبلة، وأعتقد أن ذلك ما سيحدث». وخلافاً لتصريحاته «الحادة» السابقة، نبّه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، ميشيل بارنييه، بدوره، إلى أن مدة التمديد ستكون مرهونة بطبيعة الطلب البريطاني، موضحاً أن «التمديد الطويل الأمد سيكون نتيجة لتعهد ماي بالدخول في مقاربة جديدة للمفاوضات».
في غضون ذلك، أقرّت الحكومة البريطانية، أمس، باستحالة التوصل إلى تسوية مع حزب «العُمّال» المعارض في شأن «بريكست» قبل القمة، وأعلنت أنها تعتزم إجراء مزيد من المحادثات لاحقاً هذا الأسبوع، علماً أن المحادثات بين الحزبين كانت قد بدأت الأربعاء الماضي. وقال متحدث باسم الحكومة: «أجرينا محادثات مثمرة وواسعة بعد ظهر اليوم، واتفق الحزبان على اللقاء مجدداً الخميس المقبل، بمجرد انتهاء أعمال المجلس الأوروبي».