انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين أمس. وبدا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، شديد التفاؤل بشأن «وضع حدّ لهذه الحرب»، فيما دعا نظيره الصيني شي جين بينغ، إلى الإسراع في الانتهاء من المفاوضات. لكن على رغم من تفاؤله، فإن ترامب لم يعلن بعد موعداً للقاء مع شي، والذي كان قد أُجّل مراراً منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي. ومن مقرّه في البيت الأبيض، أكد الرئيس الأميركي أن الجانبين «قريبان كثيراً من توقيع اتفاق». وقد أتى هذا التصريح بحضور نائب رئيس الوزراء الصيني، ليو هي، الذي يقود المحادثات من الجانب الصيني. وأضاف ترامب، الذي لا يكفّ عن إرسال مؤشرات متضاربة منذ أشهر، إن «التقدم سريع جداً... هناك فرص حقيقية بأن يحدث ذلك وسيكون أمراً جيداً جداً للجميع»، مشيراً إلى أنه «إذا لم يكن الاتفاق جيداً، فلن نوقع عليه».تفاؤل ترامب قوبل بإيجابية من الرئيس الصيني، الذي دعا الأول إلى «الإسراع في الانتهاء من المفاوضات»، في رسالة شفهية بعثها عبر نائبه، وفق ما نقلته وكالة «شينخوا» الصينية، التي أضافت إن ليو هي أكد أن الطرفين «توصّلا إلى تفاهم جديد حول المسائل المهمة» المتعلقة بالاتفاق الذي يجري التفاوض عليه. وكان ليو هي، الذي أجرى مباحثات ليومين في واشنطن، قد التقى ترامب، ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشن، والممثل الأميركي للتجارة روبرت لايتهايزر، الذي رأى من جهته أنه لا يزال هناك نقاط خلافية «عديدة» يجب معالجتها بدون أن يفصّلها.
ليو: توصّلنا إلى تفاهم جديد حول المسائل المهمة المتعلقة بالاتفاق الذي سيُوقّع


هذه النقاط كان قد أضاء عليها المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو، قبل عقد المفاوضات، بالقول إنها مسائل تتعلق بـ«سرقة الملكية الفكرية، والجرائم الإلكترونية، والرسوم الجمركية والحواجز غير الجمركية». تجدر الإشارة إلى أن بكين كانت قد استبقت المفاوضات بالإعلان، الاثنين الماضي، أنها ستُبقي على تعليق الضرائب الجمركية الإضافية التي تستهدف قطاع السيارات، وذلك في بادرة حسن نية واضحة. وكانت تلك الرسوم الإضافية التي تبلغ نسبتها 25% قد عُلّقت بادئ الأمر في كانون الأول/ ديسمبر لثلاثة أشهر لإتاحة المجال أمام الطرفين للتفاوض بأجواء هادئة.
من جهتها، وقبل نهاية المفاوضات بيوم، توقعت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية أن تعلن إدارة ترامب، خلال الأيام القليلة المقبلة، عن توصلها إلى اتفاق مع الصين. ووفق تقرير نشرته، قالت الوكالة إن «الإعلان المتوقع عن الاتفاق ستعقبه قمة بين ترامب وشي لتوقيع الاتفاقية التجارية، لتنتهي حرب الرسوم الجمركية». وأضافت إن «الاتفاقية المتوقعة بين البلدين، ستتضمن التزام الصين بشراء مزيد من السلع الأميركية، بما في ذلك حبوب الصويا والنفط، وكذلك السماح للشركات الأميركية بالملكية الكاملة لنظيراتها في السوق الصينية». ولفتت «بلومبيرغ» إلى أنه في حال إخلال الصين بهذا التعهد، فإن واشنطن لها الحق في فرض عقوبات تجارية على بكين، مستدركة بالقول: «لكن المحيّر في الأمر أن هذه البنود لا يتم تطبيقها حالياً، وإنما بحلول عام 2025». وختمت الوكالة بالقول إن «هنالك شروطاً أخرى تعهدت الصين بتطبيقها في عام 2029، لكنها غير ملزمة، ربما سيعلن عنها في الاتفاق». وتعقيباً على تقرير «بلومبيرغ»، رأى مصرفيون أميركيون أن مشروع الاتفاق التجاري الذي تم بين الجانبين «غريب جداً»، متوقعين أن يكون الاتفاق «مرناً مع بكين وأن يتم تطبيقه بعد 5 سنوات، وهو ما يعني أنه صُمّم خصيصاً لضمان فوز الرئيس ترامب بفترة رئاسية ثانية».