يونكر: الاتحاد لن يوافق على تمديد آخر إذا لم يتوصّل «العموم» إلى اتفاق
وفي ظلّ نفاد الخيارات، لم يبق أمام لندن الآن سوى خيارين: أولهما، الخروج بعد سبعة أيام، في حال عدم وجود أي بديل لاتفاق ماي. أمّا ثانيهما، وهو الأرجح، فإنه يتمثل في طلب بريطاني جديد لتأجيل «بريكست» طويل الأمد، في حال التوصل إلى اتفاق على خطة بديلة، وذلك مرهون بقبول لندن تنظيم انتخابات البرلمان الأوروبي، في 23 أيار/ مايو المقبل. لكن الخيارين المتبقيَّين تترتب عليهما تبِعات كثيرة، كما أنهما معقدان جداً، بالنظر إلى المعارضة الكبيرة التي يواجهها الخيار الأول، «بريكست» بلا اتفاق، من داخل حزب ماي ومن قِبل البرلمان. أما الخيار الثاني، فستصبح معه المملكة المتحدة مجبرة على خوض الانتخابات البرلمانية الأوروبية، وهو الأمر التي تحذّر منه ماي. رغم ذلك، لمحت الأخيرة قبل أيام إلى خيار التأجيل بالقول: «هناك حاجة إلى تمديد إضافي قصير للموعد النهائي للخروج من الاتحاد»، والذي كان قد مدّد أساساً. لكن يبقى خيار طلب التمديد مرهوناً بما سيجري في القمة الأوروبية التي ستنعقد في العاشر من الشهر الجاري، وبالمواقف الأوروبية. تجدر الإشارة هنا إلى أن رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، كان قد استبق النقاش حول طلب تمديد «بريكست» بعد تصويت أول من أمس، وقال إن الاتحاد لن يوافق على تمديد آخر للخروج، في حال عدم توصل البرلمان البريطاني إلى اتفاق حتى الـ 12 من الشهر الجاري. وأكد يونكر أن بروكسل «ستعمل حتى اللحظة الأخيرة لتجنب سيناريو الخروج من دون اتفاق»، مشيراً إلى أنه في حال توصل البرلمان البريطاني إلى اتفاقية الخروج في الأيام المقبلة، فبإمكان لندن تمديد تاريخ الخروج من الاتحاد حتى 22 أيار/ مايو المقبل.
من جانبه، دعم وزير المال البريطاني، فيليب هاموند، أمس، خيار التأجيل، إذ قال إن بلاده «ستطلب من الاتحاد تأجيلاً يمنحها خيار الرحيل بمجرد أن يوافق البرلمان على اتفاق الانسحاب». وفي حديث متلفز، أضاف هاموند: «المهم الآن هو أن يكون هناك وضوح تام، في أي تمديد نحصل عليه من الاتحاد الأوروبي، بأنه بمجرد أن ننجز الاتفاق سيكون بوسعنا إنهاء ذلك التمديد»، مضيفاً إن «الأمر لا يتعلّق بطول فترة التمديد، وإنما بالآلية لإنهائه بمجرد إنجاز الاتفاق.. هذا ما نتوقعه». كذلك، أكدت صحيفة «ذي صن» البريطانية أن ماي «ربما تطلب تأجيلاً لخروج بلادها من الاتحاد لمدة تسعة أشهر خلال قمة بروكسل المقبلة». ونقلت الصحيفة عن الحكومة البريطانية أن طلب ماي سيتضمن فقرة تنص على أنه يمكن إتمام خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي قبل 22 أيار/ مايو «فور التوصل إلى اتفاق».