على عكس الأسابيع الماضية، التي شهدت حشداً شعبياً كبيراً، لم تحظ تظاهرات «السترات الصفر» في فرنسا، السبت الماضي، بالنجاح، إذ بدأت الحملة بفقدان زخمها على ما يبدو، حيث سجّلت المشاركة أدنى مستوى لها منذ أن بدأت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. ووفق إحصاء لوزارة الداخلية الفرنسية، فإنه في الساعة السادسة مساءً، خرج 28 ألفاً و600 متظاهر في عموم فرنسا، 4 آلاف في العاصمة (مقابل 39 ألفاً و300 الأسبوع الماضي)، في الجولة السابعة عشرة من الحراك، وهو أضعف رقم منذ أن بدأ الحراك قبل نحو أربعة أشهر. في المقابل، تحدث إحصاء الحركة، والذي يقوم به متطوعون من «السترات الصفر»، تحت اسم «الرقم الأصفر»، عن خروج نحو 90 ألفاً و82 شخصاً، في نحو 198 بلدة ومدينة في عموم فرنسا، بعدما كان «الرقم الأصفر» قد أحصى الأسبوع الماضي خروج 92 ألفاً و35 متظاهراً، فيما كان عدد المحتجّين 282 ألفاً حين أطلقوا تحرّكهم للمرّة الأولى، والذي كان غير مسبوق من حيث شكله غير السياسي والنقابي، واستهدف في انطلاقته أسعار الوقود التي اعتبرت مرتفعة جداً، بالإضافة إلى مطالبته بتعزيز القدرة الشرائية للفرنسيين.
سعى التجمّع في مطار شارل ديغول إلى بثّ الحيوية في الحراك


ورغم علامات الضعف والسأم التي ظهرت، فإن بعض هذه التظاهرات سعى إلى ضخ المزيد من الحيوية، مثلما حدث في مطار «شارل ديغول» الدولي في باريس، حيث قام العديد من المتظاهرين برفع الأعلام الفرنسية، وأنشدوا ورقصوا في إحدى صالات المطار.
لكن ذلك لم يحجب حقيقة الصراعات التي باتت تنهش الحركة، والتي بدأت منذ الأسابيع الأولى للحراك، وتفاقمت مع إبداء «السترات الصفر» رغبتها في دخول المعترك السياسي، لنقل همومها إلى البرلمان الأوروبي. تضاف إلى ذلك مبادرة ماكرون المُسمّاة «الحوار الوطني الكبير»، الذي صار يُقرأ على أنه أقنع كثيراً من الفرنسيين بالمراهنة على نتائجه.
وكان الحدث الأبرز خلال نهاية الأسبوع، في باريس، هو محاولة الاعتصام والتخييم أمام برج «إيفل». لكن المحاولة سرعان ما باءت بالفشل، حين بدأ نحو ثلاثين متظاهراً، مساء الجمعة الماضي، نصب خيم قرب برج «إيفل»، قبل أن تمنعهم قوات الأمن من ذلك وتفرّقهم.