بعد يوم واحد من منحها «شهادة براءة» من قِبَل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاستخبارات الكورية الجنوبية، في إشارة إلى «نيّات حسنة» لديها سبقت القمة الأخيرة التي جمعت الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونغ أون، بدأت أطراف أميركية وكورية جنوبية إشاعة معلومات تشكّك في نيّات كوريا الشمالية. إذ قال، أمس، بعض الخبراء الأميركيين إن بيونغ يانغ بدأت بـ«إعادة بناء سريع» لموقع لإطلاق صواريخ، استناداً إلى صور التقطتها أقمار صناعية. كذلك، أشارت صحيفة «جونغ أنغ إلبو» الكورية الجنوبية إلى قيام «الشمال» بأعمال إنشائية جديدة في موقع «بونغاي ري» للتجارب النووية، بعدما أعلن إغلاقه العام الماضي. ولفت المصدران إلى أن بيونغ يونغ اتخذت هذه الخطوة بعد فشل قمة هانوي، التي كان من المتوقع خلالها إعلان اتفاق بين الطرفين في ما يخص الملف النووي لـ«الشمال»، إلا أنه، و«لسبب غير معروف حتى الآن»، فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق، حتى أنهما قطعا اجتماعهما فجأة في اليوم الثاني من القمة.
بولتون: ندرس خيارات تشديد العقوبات على بيونغ يانغ

ورداً على هذه المعلومات، قال الرئيس الأميركي إن أمله «سيخيب جداً جداً» بنظيره كيم، إذا «تأكدت» تقارير عن أن بيونغ يانغ تعمل على إعادة بناء موقع للصواريخ. وأشار ترامب إلى أنّ «من المبكر أن نرى ما إذا كانت المعلومات عن العمل في الموقع الكوري الشمالي صحيحة». من جهتها، أعلنت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، أن مجلس الأمن الدولي «سيجتمع خلال أيام لمناقشة قيام كوريا الشمالية بأعمال إنشائية جديدة في موقع بونغاي ري»، مضيفة: «نحن نرحب بالتحركات التي يقوم بها ترامب للتعاطي مع كوريا الشمالية، ولكن يجب أن يكون ذلك على أساس أن تبدأ الأخيرة خطواتها نحو نزع السلاح النووي بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه». وحول اقتراح واشنطن تشديد العقوبات، قالت بيرس: «أعتقد أننا بحاجة لإيجاد طريقة لجعل بيونغ يانغ تتخذ» تلك الخطوات، مشيرة إلى أنّ من الواضح أنّ اللقاءات بين بيونغ يانغ وواشنطن «لم تؤدِّ بعد إلى النتائج التي نريدها، لذا إن فرض عقوبات أقوى سيكون بمثابة فرضية واضحة». واستدركت: «لكننا سنكون بحاجة للتعرف إلى مواقف بقية أعضاء مجلس الأمن، وسنكون بحاجة أيضاً لتقييم ما يحدث بالضبط على أرض الواقع».
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، قد أعلن، في وقت سابق أمس، أن بلاده «تدرس خيارات تشديد العقوبات على كوريا الشمالية إذا لم تنزع سلاحها النووي». وقال بولتون: «نتطلع إلى حلول ممكنة يمكن اتخاذها، سواء أكانوا جادين بالمفاوضات أم لا، وما إذا كانوا ملتزمين التخلي عن البرنامج النووي». وأضاف المستشار، الذي أيّد انتهاج أسلوب متشدد مع كوريا الشمالية في الماضي: «إذا لم يرغبوا في القيام بذلك، فعندئذ أعتقد أن ترامب أوضح أنه لن يرفع العقوبات الاقتصادية عنهم».
على خطٍّ موازٍ، قررت واشنطن وسيول إلغاء أكبر 3 مناورات عسكرية بينهما، وفقاً لما ذكرته شبكة «كيه بي إس وورلد» الإذاعية الكورية الجنوبية أمس. وقالت وزارة الدفاع في سيول إنه سيُنفَّذ نوع جديد من التدريبات العسكرية بمشاركة القطاعين العام والخاص والقوات المسلحة باسم «تدريبات أولغي تيكوك»، على مدار أربعة أيام، في نهاية شهر أيار/ مايو المقبل.