بعد يوم من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، أن المفاعل النووي الذي يُعتقد أنه زوّد الأسلحة النووية الكورية الشمالية بالكثير من البلوتونيوم «أُغلق في ما يبدو خلال الأشهر الثلاثة الماضية»، أكد جهاز الاستخبارات الوطني في كوريا الجنوبية، أمس، هذا الخبر. إذ قال الجهاز إن بيونغ يانغ «أخمدت مفاعلها بطاقة خمسة ميغاوات، ضمن مجمعها الذري الرئيسي في يونغبيون شمالي العاصمة، منذ أواخر العام الماضي». ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن الاستخبارات إشارتها إلى أن «الأنفاق الواقعة تحت الأرض في موقع التجارب النووية الشمالي في بونغكيو ــ ري لا تزال مغلقة وغير مأهولة منذ تدميرها في أيار/ مايو الماضي»، مضيفة أن «معلومات واشنطن مطابقة لما نملكه من بيانات، لكننا لا نستطيع التعليق على مكان هذه المنشآت». وأعلنت الاستخبارات أن السلطات العسكرية في سيول وواشنطن تدير نظاماً شاملاً للمراقبة، بهدف متابعة المنشآت الكورية الشمالية النووية والصاروخية، ومواقع تخصيب اليورانيوم التي خضعت للمفاوضات النووية بين بيونغ يانغ وواشنطن، خاصة هذا المفاعل الذي هو جزء من مجمع «يونغبيون» النووي، الذي كانت إمكانية إنهاء نشاطه موضوعاً رئيسياً خلال قمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الأسبوع الماضي.
قال ترامب إنه أوقف المناورات مع سيول بهدف توفير الأموال

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قدمت، أول من أمس، «شهادة براءة» لمصلحة كوريا الشمالية، معلنة أن المفاعل النووي «أُغلق» خلال الأشهر الثلاثة الماضية، من دون الإشارة إلى سبب. وأكد المدير العام للوكالة، يوكيا أمانو، أنهم «لم يلاحظوا أي مؤشرات على عمل المفاعل الذي يعمل بطاقة خمسة ميغاوات (كهربية) منذ أوائل كانون الأول/ ديسمبر الماضي»، مضيفاً أنه «لم تكن هناك مؤشرات على أنشطة للمعالجة في المعمل الكيميائي الإشعاعي الذي يفصل البلوتينيوم عن الوقود المستنفد». واستدرك أمانو بالقول: «لكن منشأة يعتقد على نطاق واسع أنها تستخدم في تخصيب اليورانيوم، وهي عملية يمكن أن تنتج أيضاً المادة المستخدمة في صنع قنابل نووية، تعمل في ما يبدو. كذلك استمرت أعمال البناء في مفاعل تجريبي للماء الخفيف». وأشار المدير العام إلى أنه «في مفاعل الماء الخفيف، رصدت الوكالة مؤشرات على أعمال بناء مستمرة»، مضيفاً: «كما لاحظنا أيضاً مؤشرات على استعمال متصل لمنشأة التخصيب بأجهزة الطرد المركزي». كذلك، كرّرت الوكالة القول إنها مستعدة للقيام بدور رئيسي في التحقق من الأنشطة النووية في «الشمال» في حال التوصل إلى اتفاق سياسي معهم.
على صعيد قمّة هانوي، قال الرئيس الأميركي إنه اتخذ قرار وقف المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية قبل قمة فييتنام. وكتب ترامب على «تويتر» أن المناورات العسكرية، أو «ألعاب الحرب» كما أطلق عليها، لم تُناقَش في اجتماعه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. كلام ترامب جاء بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في وقت سابق، وقف سلسلة من التدريبات العسكرية المعروفة باسم «فرخ النسر» (فول إيغل) و«العزم الرئيسي» (كي ريزولف). وأضاف ترامب أن «وسائل الإعلام المزيفة تقول إني ناقشت وقف المناورات مع سيول خلال قمة هانوي»، مشيراً إلى أنه أصدر هذا القرار «لتوفير الأموال الكبيرة التي يجري إنفاقها، من دون أن تكون هناك إمكانية لاستردادها».
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إنه يأمل أن ترسل واشنطن وفداً إلى بيونغ يانغ في الأسابيع المقبلة، على رغم أن المحادثات بين ترامب وكيم انتهت من دون التوصل إلى أي اتفاق بين البلدين. وأضاف بومبيو أمس: «أتمنى، رغم أنْ ليس هناك اتفاق بعد، أن نستأنفها (المحادثات)... سأواصل العمل للتوصل إلى نقاط الاتفاق فيما بيننا»، مشيراً إلى أن بلاده منخرطة في «إقناع» كيم بأن التخلي عن الأسلحة النووية هو الطريقة الوحيدة لإرساء الأمن في بلاده، على عكس استراتيجية كوريا الشمالية التاريخية بأنه في غياب أسلحة نووية، ستسقط بيونغ يانغ وستسقط الحكومة، لافتاً إلى أن الأخيرة مقتنعة بأن الأسلحة النووية ستحميها.