من جهتها، في ختام المحادثات، وعدت ماي بأن خروج بلادها سيكون «في الموعد المحدد». وقالت إنه «قبل نحو شهرين من الخروج المقرر في 29 آذار/ مارس، وظيفتي هي تحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد في الوقت المناسب، وسأتفاوض بشكل جدي خلال الأيام المقبلة للقيام بذلك». وفي حين أن ماي كانت تسعى للتوصل إلى تسوية جديدة في شأن قضية الحدود الإيرلندية الشائكة، على الرغم من تصميم بروكسل على رفض إعادة التفاوض حول اتفاق الانسحاب، كرر يونكر قوله إن الدول الـ 27 الأعضاء «لن تتفاوض مجدداً» حول الاتفاق، فيما أكد المتحدث باسمه، مارغاريتيس شيناس، أن يونكر «شدد على أن دول الاتحاد لن تعيد فتح الاتفاق الذي يمثل (صيغة) متوازنة بدقة». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية عن شيناسن قوله إن «ماي طرحت العديد من الخيارات» للتعامل مع النقاط الرئيسية العالقة في المفاوضات، ومنها الإجراءات الاحترازية لتجنب إجراء عمليات تفتيش على الحدود الإيرلندية. ووصف اللقاء، الذي دام نحو ساعة ونصف ساعة بين المسؤولَين، بـ«القوي، لكنه بنّاء»، مضيفاً إن «الجانبين قدما تنازلات مهمة للتوصل إلى اتفاق». أما رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، فقد اعتبر أن محادثاته مع ماي «لم تتح إحراز تقدم يسمح بخروج منظّم لبريطانيا من هذا التكتل». وكتب توسك على «تويتر» أن «لا اختراق في المدى المنظور. المحادثات ستتواصل».
على الصعيد الداخلي، قالت وزيرة شؤون الدولة في مجلس العموم البريطاني، أندريا ليدسوم، عبر موقع «تويتر»، إن أعضاء المجلس سيناقشون اقتراحاً في شأن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يوم 14 شباط/ فبراير الجاري. وتعوّل رئيسة الوزراء البريطانية على تصويت ثانٍ لبرلمانها، الذي رفض بغالبيته اتفاق «بريكست» الذي استغرق التوصل إليه حوالى سنتين تقريباً من المحادثات مع بروكسل، وذلك بسبب البند الأكثر خلافية، وهو «خطة المساندة» لتجنّب إعادة فرض حدود فعلية بين مقاطعة إيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة، وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد. ولهذا السبب، كانت ماي قد توجهت إلى إيرلندا الشمالية قبل يومين، لطمأنة رجال الأعمال وأصحاب الشركات في بلفاست إلى أنها ستجري محادثات مع حكومتَي دبلن وبروكسل في شأن الحدود، وأن الحكومة البريطانية تضمن تنفيذ التزامها بعدم إقامة حدود برية في حال تنفيذ «بريكست» باتفاق أو من دونه. كما أكدت ماي التزامها بـ«اتفاق بلفاست» الموقّع منذ عام 1998.
سيناقش النواب اقتراحاً في شأن «بريكست» في 14 شباط الجاري
في المقابل، أشارت تقارير صحافية إلى أن «آمال ماي في الوصول إلى نتائج إيجابية مع محادثيها الأوروبيين تحطّمت» حتى قبل ركوبها الطائرة، وذلك في ظلّ اتساع فجوة الخلافات التي تفجّرت أكثر حين عبّر رئيس المجلس الأوروبي، أول من أمس، عن خيبة أمله من «المكائد السياسية التي لا نهاية لها في لندن». ووجّه توسك اتهاماً لاذعاً لأكثر المؤيدين لـ«بريكست»، ما زاد الأجواء توتراً، متسائلاً عن ذلك «المكان الخاص في الجحيم الذي قد يكون محجوزاً لأولئك الذين لا يعرفون للخروج سبيلاً». من جانبها، علّقت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية على كلام توسك بالقول إن «تصريحاته الأخيرة جاءت عفوية ومن قلبه، وتعبيراً عن درجة الإحباط التي يشعر بها جراء خوفه من خروج بريطانيا من دون اتفاق». وأضافت إن المسؤول الأوروبي «يمثل قادة 27 دولة، ويعلم درجة اليأس التي يعانيها قادة الدول الأوروبية من التشوّش الذي تتخبّط به المملكة المتحدة». وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن «تعليقات توسك تهدف إلى دفع البرلمان البريطاني للنظر جدياً في أزمة بريكست».