ولئن تلقّفت ماي تصويت البرلمان لمصلحة صياغة اتفاق جديد مع بروكسل، وعدّته تفويضاً لها للشروع في مفاوضات جديدة، إلا أنها تواجه رفضاً أوروبياً لتعديل الاتفاق الحالي المرفوض من قِبَل النواب. الموقف الأوروبي عبّر عنه أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثناء زيارته لقبرص، حيث رفض إعادة فتح المفاوضات، وشدد على أن ما جرى التوصل إليه في تشرين الثاني/ نوفمبر هو «أفضل اتفاق ممكن ولا يمكن إعادة التفاوض». وحثّ الحكومة البريطانية على أن تحدد «سريعاً» لكبير مفاوضي الاتحاد، ميشال بارنييه، «المراحل المقبلة التي تتيح تجنب خروج من دون اتفاق، الأمر الذي لا يتمناه أحد، ولكن علينا مع ذلك أن نستعد له جميعاً».
ماكرون: الاتفاق الحالي أفضل اتفاق ممكن ولا يمكن إعادة التفاوض
موقف ماكرون، تبناه الاتحاد الأوروبي، أمس، على لسان المتحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، الذي حذّر من أن الاتفاق بين لندن وبروكسل «غير قابل للتفاوض»، داعياً الحكومة البريطانية إلى «توضيح نياتها في أقرب وقت ممكن بالنسبة إلى الخطوات التالية التي تنوي اتخاذها». وأضاف أن «شبكة الأمان (الباكستوب) هي جزء من اتفاق الخروج، وهو اتّفاق غير قابل لإعادة التفاوض»، لكنه أوضح أنه إذا قدّمت بريطانيا «طلباً معقولاً» لإرجاء موعد دخول «بريكست» حيّز التنفيذ إلى ما بعد 29 آذار/ مارس، ووافقت الدول الأعضاء بالإجماع، عندها يمكن تأجيل موعد الاستحقاق.
إزاء هذه التطورات، من المتوقع أن تواجه ماي تحدّياً دبلوماسياً صعباً مع بروكسل، لا مناص من سلوكه لتجنب الصدام مع البرلمان البريطاني، والتوصل إلى اتفاق جديد، وهي مهمة يزيد من صعوبتها التمسك الإيرلندي بـ«بند باكستوب». وأمس، أقرّت ماي بصعوبة المسار الجديد، بالقول: «إن التفاوض حول تغيير من هذا النوع لن يكون سهلاً. هذا يعني إعادة فتح النقاش حول اتفاق الانسحاب، وهي خطوة أعرف بأن استعدادات شركائنا الأوروبيين تجاهها ضئيلة»، مستدركة بـ«إنني أعتقد أنه بتفويض من هذا المجلس (البرلمان)، أستطيع الحصول على هذا التغيير».