في اللحظات الأخيرة، قررت حركة «طالبان» الأفغانية تعليق مشاركتها في المحادثات التي كانت مقررة اليوم في قطر، مع الولايات المتحدة. ونقلت وكالة «باجواك» الأفغانية المحلية عن مسؤولين في «طالبان» أن المحادثات مع الأميركيين ألغيت «بسبب خلاف على جدول الأعمال». وأشار المصدر إلى أن تراجع الحركة عن جولة المحادثات يأتي على خلفية تجدد «مطالبات قوى إقليمية بضرورة مشاركة مسؤولين من الحكومة الأفغانية في المحادثات». يذكر أن مطلب مشاركة حكومة كابول في المحادثات أصرّت عليه السعودية في محاولتها لرعاية المحادثات في الرياض. ودائماً ما يردد المسؤولون الأفغان استعدادهم للقاء «طالبان» لبحث سبل السلام في البلاد، إلا أن الأخيرة تصرّ على رفض اللقاء، خصوصاً قبل انسحاب واشنطن، وتفضل التفاوض مباشرةً مع الأميركيين، وتعتبر أن واشنطن عدوها الرئيسي في الحرب الدائرة منذ عام 2001، وأن حكومة كابول «ما هي إلا نظام دمية».
كانت الحركة الأفغانية قد رفضت استضافة السعودية للمحادثات

وفي هذا الشأن، قال قيادي في الحركة قبل أيام: «يعلم الجميع حقيقة أن الحكومة الأفغانية لا ترغب في رحيل الولايات المتحدة وحلفائها، ودفعنا ثمناً باهظاً لطرد كل القوات الأجنبية». في المقابل، رأى المتحدث باسم «المجلس الأعلى للمصالحة» إحسان طاهري، في وقت سابق، أن «أي نوع من الحوار لا يكون بين الأطياف الأفغانية لا جدوى من ورائه، والمشاركة فيه ليست إلا ضياعاً للوقت». وكان المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، قد أشار في وقت سابق إلى أن الحركة ستمضي قدماً في حوار «سيدخل مرحلة جديدة ومهمة». وقبل تراجع «طالبان» عن المشاركة في محادثات قطر، مساء أمس، كان من المقرر أن تستضيف الدوحة هذه المحادثات على مدار اليوم والغد، تتناول الانسحاب الأميركي وتبادل الأسرى ورفع الحظر على زعماء «طالبان» ووقف إطلاق النار. وتعد جولة المحادثات، في حال عودتها للانعقاد، رابع جولة في سلسلة من المحادثات بين «طالبان» والمبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد.
وشكّل انتقال البلد المضيف للمحادثات، من السعودية والإمارات إلى قطر، حيث كانت تعقد المفاوضات سابقاً وتحظى «طالبان» بمكتب تمثيلي، ضربة لكل من أبو ظبي والرياض، اللتين تحاولان أداء دور من خلال رعاية المفاوضات، وسحب البساط من تحت الدوحة. وقد استضافت الإمارات، قبل أسابيع، اجتماعاً بين الحركة والأميركيين، بحضور مسؤولين سعوديين وباكستانيين وإماراتيين، اتفق خلالها على استكمال المحادثات في السعودية، قبل أن تتراجع الحركة عن القبول بوساطة الرياض. وتأتي جولة المحادثات المرتقبة في وقت يجري فيه الحديث عن انسحاب جزئي للقوات الأميركية، يعتزم الرئيس دونالد ترامب إجراءه في المرحلة المقبل.