وبدا واضحاً في الخطاب وضعه الغرب موضع التنافس والمواجهة من السياسات الروسية الاستراتيجية، فالغرب يحاول «الوقوف في وجه تقدم روسيا التي تزداد قوة»، حتى إن العقوبات الأوروبية والأميركية ضد موسكو مرتبطة، بحسب ما جاء في الردود على الأسئلة، بـ«تزايد قوة روسيا». وفي مقطع آخر بدا بوتين أكثر صراحة في التعبير عن رؤيته لموقع موسكو الإقليمي والعالمي، بالقول إن «لاعباً قوياً ظهر يجب أن يحسب له حساب. حتى وقت قريب كان يعتقد أنه لم يعد هناك وجود لمثل هذه البلد». وحاجج الرئيس الروسي في رفض الاتهامات الغربية بقضايا التجسس وملف تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال، وأقام مقاربة للملف الأخير مع قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، حيث الفاعل معروف ولم تفرض عقوبات ضده، وقال: «لو لم يكن هناك سكريبال، لاخترعوا أمراً آخر. والهدف بسيط: إعاقة التنمية في روسيا باعتبارها منافساً محتملاً». ورداً على سؤال طرحته مراسلة صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في شأن ما اعتبرته محاولة قيادة وحكم العالم ونشر التهديدات، قال بوتين: «نحن نعلم أين يوجد هذا المقر الرئيسي الذي يحاول بكل ما يستطيع من نفوذ وقوة أن يفعل ذلك ومقره بالتأكيد ليس في موسكو»، مضيفاً: «هذا مرتبط بدور الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي من خلال الارتباط بالمصاريف على الأسلحة والدفاع بمبلغ 700 مليار دولار». وذكّر بأن ميزانية بلاده العسكرية تبلغ 46 مليار دولار وعدد سكان روسيا 146 مليوناً، فيما بلاد «الناتو» عدد سكانها 600 مليون، معقباً بسؤال: «هل تعتبرون هدفنا هو حكم العالم؟».
رفض عودة الاشتراكية وندّد بانشقاق الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية
وإلى جانب قضايا محلية وشخصية متفرقة طرحها الصحافيون الذين تنافسوا على لفت انتباه الرئيس، رفض بوتين عودة الاشتراكية والشيوعية إلى البلاد بمفهومها السابق والشامل، واعتبر ذلك أمراً غير قابل للتحقق، إلا من زاوية تقتصر على تحقيق نوع من العدالة للطبقات الأكثر فقراً. كذلك ندد بتأسيس الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية المنشقة عن كنيسة روسيا. وجدد مواقفه من الأزمة مع كييف على خلفية حادثة بحر آزوف، معتبراً أن الرئيس الأوكراني نجح في استغلال القضية لمصلحة ترشحه في الانتخابات المقبلة.