أنهى مجمع «توحيد الكنائس الأرثوذكسية الأوكرانية» خطوات الانشقاق عن بطريركية موسكو، مع إعلان قيام كنيسة مستقلة عنها وتعيين رأس لها. القرار الذي كرّس «الطلاق» بين البلدين تلقّته موسكو بتصريحات تؤكّد أنها لن تعترف بهذه الخطوة التي «لا تعني شيئاً على الإطلاق» بالنسبة إليها.
«يوم استقلالنا النهائي عن روسيا»
أعلن الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، تأسيس الكنيسة «الجديدة» أمام حشد من المؤيّدين تجمّعوا في وسط كييف، علماً بأنه جعل من الاستقلال الديني لأوكرانيا قضية «أمن قومي» وأحد عناوين حملته استعداداً للانتخابات الرئاسية في 31 آذار/ مارس المقبل. وانتخب مجمع «توحيد الكنائس الأرثوذكسية الأوكرانية»، الذي التأم في كاتدرائية القديسة صوفيا في وسط كييف يوم أمس، المتروبوليت إبيفانيوس على رأس الكنيسة الجديدة.
بوروشنكو قال في تصريحات إن «هذا اليوم المقدّس سيدخل التاريخ ومثله تأسيس كنيسة (مستقلة) موحدة في أوكرانيا. (إنه) يوم استقلالنا النهائي عن روسيا».
وتابع: «اليوم ولدت الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية المتحدة المستقلة. هذه ليست كنيسة بوتين، ولا تتبع لكيريل (بطريرك موسكو). لن تشهد هذه الكنيسة صلوات من أجل الجيش الروسي الذي قتل الأوكرانيين. المجمع ضمّ بطريركية كييف التي أُعلنت من جانب واحد عام 1992، وتضم أكبر عدد من المؤمنين بحسب استطلاعات الرأي، إضافة إلى كنيسة أخرى صغيرة». وكرّر بوروشنكو: «أضمن أن الحكم سيحترم خيار من يقررون البقاء» في فلك بطريركية موسكو و«سيحمي» من يقررون التخلي عنها.
من جهته، قال المتروبوليت إبيفانيوس، بعد انتخابه، إن «أبواب الكنيسة مفتوحة للجميع. ندعو الجميع إلى التوحّد والانضمام إلى هذه الكنيسة». وسيتلقى إبيفانيوس في السادس من كانون الثاني/ يناير قراراً رسمياً من بطريركية القسطنطينية يؤكّد الوضع المستقل لكنيسته.
والمتروبوليت الشاب إبيفانيوس (39 عاماً) مقرب من بطريرك كييف فيلاريه الذي قضت الكنيسة الروسية بحرمانه قبل أن تعيده بطريركية القسطنطينية إلى منصبه في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

«لا يعني أي شيء على الإطلاق»
أكدت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي لها نفوذ كبير في أوكرانيا، أن قرار المجمع «لا يمثل شيئاً على الإطلاق»، واصفة التئامه بأنه «غير مسكوني».
من جانبه، انتقد مسؤول العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو، نيكولاي بالاشوف، قرار تأسيس الكنيسة الجديدة، واعتبره انتهاكاً للنظم الأرثوذوكسية.
يُذكر أن العلاقات كانت قد تدهورت بينهما منذ تولي سلطات موالية للغرب الحكم في أوكرانيا في شباط/فبراير 2014. وفي نهاية الشهر الماضي، تدهور الوضع بشكل أكبر حين احتجزت روسيا ثلاث سفن حربية أوكرانية قبالة القرم، في أول مواجهة عسكرية مباشرة بين الجارين.