باتت كل الإشارات تدل على المأزق التي تمرّ فيه مفاوضات نزع الأسلحة النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. تصعيد في الجهود الكورية شمالية لتخفيف العقوبات، يقابله استئناف للقاءات «مهندس» المفاوضات «النووية» مايك بومبيو مع من وصفه بـ«نظيره الكوري الشمالي». فأمس أعلن وزير الخارجية الأميركي أنّه سيلتقي «هذا الأسبوع في نيويورك الجنرال كيم يونغ شول ــ كبير مساعدي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون». ولم يوضح بومبيو في أي يوم تحديداً سيلتقي المسؤول الذي وصفه بأنه «نظيره» الكوري الشمالي.وأشار يومبيو، من جهة ثانية، إلى أنّه «ليس قِلقاً» من التحذير الذي وجّهته بيونغ يانغ إلى واشنطن قبل ساعات. ويرجّح أن يعقد بومبيو اجتماعه مع الجنرال منتصف الأسبوع بالنظر إلى أن اليوم وغداً تطغى عليهما انتخابات منتصف الولاية التشريعية. وأضاف الوزير الأميركي أنه «ستكون لدينا مناسبة جيدة لمواصلة النقاش حول نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ». ويُعتبر الجنرال كبير مساعدي كيم، وهو المحاور الرئيسي لواشنطن منذ استأنفت واشنطن حوارها مع بيونغ يانغ. وسبق للجنرال أن التقى بومبيو قبل أن يستقبله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وفي حين ترفض الولايات المتحدة تخفيف العقوبات عن «الشمال» طالما أنّه لم يقم بـ«نزع السلاح النووي بصورة نهائية ويمكن التثبت منها بالكامل»، حذّرت بيونغ يانغ واشنطن من أنّها تدرس بشكل «جدي» إمكان استئناف استراتيجيتها القاضية بتطوير برنامجها النووي في حال عدم رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان إنّ «بيونغ يانغ قد تعود إلى سياسة التطوير المتزامن المعروفة باسم (بيوغجين)، إن لم تبدل الولايات المتحدة موقفها في مسألة العقوبات». جاء في البيان الذي نشرته «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» أنّ «كلمة بيوغجين قد تعود إلى الظهور وقد يتم درس تغيير في السياسة بصورة جدية».
بدأ الرئيس الكوبي زيارة رسمية إلى بيونغ يانغ


على صعيدٍ آخر، وصل الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، إلى كوريا الشمالية أمس، آتياً من روسيا، في زيارة تظهر «الصداقة القوية والوحدة بين الدولتين»، وفق وصف صحيفة «رودونغ سينمون» الكورية الشمالية، الناطقة باسم حزب «العمال» الحاكم في البلاد. وتأتي الزيارة على وقع محادثات متوقفة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وبعد أيام فقط من فرض واشنطن لقيود اقتصادية جديدة على كوبا. ونشرت «رودونغ سينمون» صورة لكانيل وسيرته الذاتية، ووصفت زيارة كانيل بـ«الحدث التاريخي الذي يظهر بقوة الصداقة القوية والوحدة بين شعبي البلدين اللذين يتقدمان سوياً في الصراع المشترك ضد سياسة العدوان التي يتبناها الإمبرياليون والحرب من أجل السلام وانتصار الاشتراكية»، مضيفة أن «الموقف الراسخ للحزب الكوري والحكومة يتمثل في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون التقليدية مع الشعب الكوبي، التي تم ترسيخها عبر قرون وأجيال».
وكان كيم وزوجته في استقبال كانيل وزوجته في المطار. ومن المقرّر أن تبدأ المحادثات الرسمية بين الطرفين غداً، فيما من المقرّر أن يلتقي الرئيس الكوبي أيضاً برئيس الجمعية الشعبية العليا في كوريا الشمالية، كيم يونغ نام. يُذكر أن البلدين تجمعهما علاقات مميزة وتاريخية طويلة، إذ إن كوبا من أبرز الداعمين لرفع العقوبات الدولية عن كوريا الشمالية، وهي من المؤيدين لتوحيد الكوريتين من دون أي تدخل خارجي. ولم تلتزم هافانا في الماضي بتلك العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ على خلفية برنامجها النووي.
إلى ذلك، تبدأ سيول وواشنطن اليوم تدريبات عسكرية محدودة كانت قد تأجلت خلال محادثات مع كوريا الشمالية. وكان برنامج التبادل البحري الكوري ضمن التدريبات التي تأجلت لأجل غير مسمى في حزيران/ يونيو الماضي أي بعد لقاء كيم وترامب والتعهد بإنهاء التدريبات العسكرية المشتركة التي طالما أزعجت بيونغ يانغ.