لم تتأخر رواية الدنمارك إزاء ما قيل إنه إحباط هجوم إيراني على أراضيها، عن تبيان الجهة التي تقف خلف «كشف» الهجوم: الموساد الإسرائيلي. الهدف كما يتبدّى تحريضي واضح، ويتساوق مع بدء تفعيل العقوبات الأميركية ضد طهران.مصدر إسرائيلي «رفيع المستوى» أكد للإعلام العبري، أمس، أن جهاز الموساد هو الجهة التي كشفت «الشبكة الإيرانية» التي أرادت تصفية زعيم في المعارضة ينشط في الدنمارك.
وقال إن «الموساد ساعد على إحباط الهجوم الذي خططت له إيران»، وأضاف أن مسؤولي الجهاز «نقلوا إلى الدنماركيين المعلومات الأولية التي مكّنت من اعتقال المدنيين الإيرانيين قبل إقدامهم على تنفيذ عملية تصفية زعيم منظمة متجانسة مع المتمردين في إيران».
«الكشف الإسرائيلي» يشير إلى أنّ التأزم الأخير في العلاقات بين إيران والدنمارك، على خلفية نية «المدنيين الإيرانيين» العدائية، منشأه تل أبيب، الأمر الذي من شأنه تفسير الرواية الدنماركية ومقاصدها، خاصة أنها لا تتساوق بالمطلق مع المصالح الإيرانية وسعي طهران إلى تثبيت الموقف الأوروبي غير المتناغم مع الموقف العدائي الأميركي، في مرحلة حساسة جداً لطهران مع دخول العقوبات الأميركية حيز التنفيذ الفعلي.
وكان «الموساد» قد قال أيضاً، في تموز الماضي، إنّه أحبط «مخططاً إيرانياً كان يستهدف معارضين إيرانيين في باريس، ضمن مؤتمر للمجلس الوطني الإيراني» الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية مقراً له.
في حينه، جاء في تقرير «الموساد»، رفعت عنه السرية ونشره الإعلام العبري، تماماً كما حدث بالأمس إزاء الرواية الدنماركية، أن الجهاز وجهده الاستخباري، توصلا إلى ما من شأنه إحباط مخططات إيرانية عدائية فوق الأراضي الاوروبية. وقال إنّه زوّد ألمانيا وفرنسا وبلجيكا معلومات استخبارية مهمة أدت إلى اعتقال عدد من الأشخاص، بمن فيهم دبلوماسي إيراني، كان محل تأزم إيراني مع الجانب الأوروبي.
في حينه، سارع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى استخدام كشف «الموساد» ودعوة الأوروبيين إلى موقف أكثر شدة تجاه إيران ومخططاتها في أوروبا، مشدداً على الامتناع عن سياسة إرضائها، في إشارة منه إلى تشبّث الاتحاد الأوروبي بالاتفاق النووي على خلاف إدارة الرئيس دونالد ترامب.