منذ أن أعلن انسحابه منها، لا ينفكّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انتقاد اتّفاقية باريس المرتبطة بالمناخ، الهادفة إلى التخلّص من انبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2050 بشكلٍ كامل. هذه المرّة، جدّد ترامب انتقاده غير المباشر للاتفاقية، مظهراً ثقة قليلة في الخبراء الذين يصرّون على أنّ تغيّر المناخ حقيقي، قائلاً إن العديد من العلماء «لديهم أجندة سياسية كبيرة للغاية»، دون أن يحيل تصريحه المضمر إلى جهة أو شخصيات محددة.
في حواره مع برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي أس» الأميركية أمس، اعترف الرئيس الأميركي بأنّه لا يعتقد أن التغير المناخي «خدعة». وهو اعتراف يبدو أنه «انتُزِع» أخيراً من فمه بعد أسبوع فقط على صدور تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، والذي حذّر بشدة من مخاطر تجاوز الاحترار نسبة الدرجة ونصف الدرجة المئوية، وتداعياته على العالم.
ترامب قال لمحاورته ليزلي ستال: «أعتقد أن شيئاً ما يحدث. شيئاً يتغير وسيتغيّر مرة أخرى. لا أعتقد أنه خدعة، أعتقد أنه ربما يكون هناك اختلاف». وبرغم هذا الاعتراف «الصادم» الذي يأتي متأخراً، عاد ترامب وشكّك مرة أخرى في ما إذا كان سبب هذا التغيّر النشاط البشري. وتابع قائلاً: «لكنني لا أعلم أنه من صنع الإنسان... سأقول هذا. أنا لا أريد أن أعطي تريليونات وتريليونات من الدولارات. ولا أريد أن أفقد الملايين والملايين من الوظائف». وفي ردّه السريالي الأخير، أكد ترامب أن «درجات الحرارة يمكن، على الأرجح، أن تعود إلى ما كانت عليه»، من دون أن يذكر كيف سيحدث ذلك.
ويأتي تصريح ترامب بعد نحو أسبوع من صدور تقرير الهيئة المذكورة التابعة للأمم المتحدة، والذي طالب العالم بضرورة المباشرة بـ«تحولات سريعة وغير مسبوقة»، إذا أراد حصر الاحترار بدرجة ونصف الدرجة المئوية.