تفاعلت اليوم قضية فصل البطريركية الأرثوذكسية في كييف عن نظيرتها الروسية، مع تحذير الكنيسة الأرثوذكسية الروسية من احتمال «اندلاع اضطرابات» في أوكرانيا، في حال أقدمت بطريركية القسطنطينية بالاعتراف ببطريركية مستقلّة في كييف.وقال مسؤول العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو، المطران إيلاريون، إن ما يحصل هو «مُصادرة غير قانونيّة لكنائس أرثوذكسية في أوكرانيا». واعتبر أنه إذا «وافقت السلطات رسمياً على عمليات الاغتصاب هذه، وإذا اتخذت طابعاً منهجياً... فالناس بالتأكيد سيخرجون في الشوارع ويدافعون عمّا هو مقدّس بالنسبة إليهم». وسبق أن أعلنت كنيسة روسيا قطع علاقاتها جزئياً مع بطريرك القسطنطينية برثلماوس، احتجاجاً على نيّته الاعتراف بكنيسة أوكرانية مستقلّة عن موسكو.
الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا تشهد انقساماً بين فرع يعلن رجال الدين فيه عن ولائهم لموسكو، وآخر يشرف عليه البطريرك فيلاريت غير المعترف به، والذي يتّخذ من كييف مقراً له. وتعتبر الكنيسة الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو الأكبر من حيث عدد الرعايا، لكن عدداً متزايداً من الأوكرانيين يعلنون انتماءهم إلى بطريركية كييف.
يأتي هذا فيما يتوقّع أن يتّخذ بطريرك القسطنطينية برثلماوس قراراً وشيكاً لجهة الاعتراف ببطريركيّة مستقلة في أوكرانيا، وهو أمرٌ سبق أن اعترضت موسكو عليه بشدّة، منذ بداية الحديث عن الانفصال. وتريد أوكرانيا الانفصال دينياً عن موسكو عبر تأسيس كنيسة مستقلة، ذلك على وقع نزاع مستمر منذ أربعة أعوام بين كييف والانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، وهو ما دفع العديد من الأوكرانيين إلى الابتعاد عن كنيسة موسكو. من جهته، رفض «المجمّع الأنطاكي المُقدّس»، الذي عُقد في البلمند في لبنان بين 3 و6 تشرين الأول، في بيانٍ «محاولات تغيير جغرافية الكنائس الأرثوذكسية».