ستحط طائرة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في مطار طوكيو اليوم، لتكون اليابان أول محطة له في جولته الآسيوية التي تستمر ثلاثة أيام وتشمل أربع بلدان هي: اليابان، كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية، والصين. هذه الجولة تهدف إلى «زيادة زخم محادثات نزع السلاح النووي»، كما يأمل الوزير وضع خطوط عريضة لاتفاق تاريخي مع الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الذي سيلقاه للمرة الثالثة هذا العام. إضافة إلى تكليفه بالتحضير لقمة جديدة تجمع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وكيم بعد قمتهما الأولى التي عُقدت قبل ثلاثة أشهر في سنغافورة. وستكون محطة بومبيو الأخيرة في هذه الجولة هي بكين، حيث سيسعى لتهدئة التوترات بين البلدين والتي امتدت من التجارة إلى الأمن، وفق ما أشار إليه «التلفزيون الصيني» في وقتٍ سابق.وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية، هيذر نويرت قد أعلنت عن هذه الجولة الثلاثاء، مؤكدة في بيان، أن «الوزير سيؤكد، خلال جولته، مجدداً على تركيز الإدارة المستمر على نزع السلاح النووي لكوريا بشكل نهائي ويمكن التحقق منه، والالتزام طويل الأمد بتحالفاتنا وشراكاتنا في المنطقة». وكان بومبيو قد صرّح قبل توجهه إلى آسيا، أنه «واثق من أننا سنعود مع تفاهم أفضل وتقدم أهمّ نحو مواصلة جهودنا التي تهدف إلى بناء الطريق في اتجاه نزع الأسلحة النووية». ويسعى بومبيو المعروف بعدم تفاؤله في ما يخص المحادثات مع بيونغ يانغ إلى استخدام صيغ دبلوماسية حذرة كتلك التي يستخدمها ترامب، الذي قال إنه «وقع في حبّ رجل بيونغ يانغ القويّ» بعيد إعلانه بشكل عاجل انتهاء تهديد كوريا الشمالية الذري، وذلك بعد جولات من الحرب الكلامية والتهديدات بين الرجلين. لكن بالنسبة إلى بومبيو، التحدي اليوم كبير، لأن زيارته السابقة في مطلع تموز/ يوليو إلى بيونغ يانغ باءت بالفشل. وفي نهاية آب/ أغسطس ألغيت زيارة أخرى له إزاء المأزق الذي كانت تمرّ به المفاوضات. ومذاك، وعد كيم بتفكيك موقع باليستي بحضور مفتشين أجانب، خصوصاً إغلاق مجمع «يونغبيون» النووي بشرط أن تتخذ واشنطن «تدابير مقابلة».
ورأت أوساط متابعة لهذا الملف أن بومبيو يريد «التوصل إلى تقدم ملموس في شأن الملف النووي»، مشيرة إلى أن الدول الأربعة التي سيزورها معنية بشكل كبير بالقضية الكورية الشمالية. ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن مدير السياسات بمركز دراسات الرئاسة والكونغرس، دان ماهافي، قوله إن «جولة بومبيو تهدف إلى مواصلة الزخم المحيط بنزع السلاح النووي وتحديد الفجوات القائمة بين بيونغ يانغ وواشنطن في ما يتعلق بفهم ما هي الحالة النهائية المطلوبة»، مضيفاً أن «من المهم معرفة الضمانات الأمنية والحوافز الاقتصادية والعروض الدبلوماسية التي يريدها كيم من واشنطن وسيول للحفاظ على مضي هذه العملية قدماً». كما رأى الخبير أنه «هناك زخماً تجاه التوصل إلى معاهدة لإنهاء الحرب، ولكن هناك اختلافاً في الرؤى بالنسبة لما ستعنيه هذه المعاهدة من حيث التعاون وهيكل التحالف بين واشنطن وسيول». يُذكر أن بومبيو سيتوجه إلى سيول مساء الأحد، أي بعد لقائه كيم، وسيلتقي بالرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، لاطلاعه على النتائج التي توصّل إليها في بيونغ يانغ.