لكن، رغم هذا السياق، ومع الاتهامات الرسمية الإيرانية، لم تخرج مؤشرات تعزّز فرضية تبني المنظّمة المدعوّة بـ«المقاومة الوطنية الأحوازية» للهجوم، ولا سيما أن تنظيم «داعش» لم يتأخر في إعلان مسؤوليته عن العملية، وهي عملية حاكت أسلوب هجوم التنظيم العام الماضي على مبنى البرلمان الإيراني في العاصمة طهران، عبر عناصر مزودين بأسلحة نارية انغمسوا في الموقع لإيقاع أكبر عدد من القتلى. ورغم تبني «داعش» للعملية، سارعت الأصابع الإيرانية لتشير إلى مسؤولية دول مستفيدة من الهجوم، هي السعودية والإمارات ومن خلفهما الولايات المتحدة، على أنها تقف وراء المنظمة الانفصالية. وبدا واضحاً أن احتجاج طهران لدى هولندا والدنمارك وبريطانيا على منح أعضاء المنظمة تراخيص إقامة، والغضب الإيراني باتجاه الإمارات، واستدعاء القائم بالأعمال الإماراتي لتبليغه احتجاجاً على تغريدة أكاديمي إماراتي دافع عن العملية، مردّه قلق طهران البالغ من أن الهجوم تزامن مع تقاطع البرنامج الخليجي (نقل المعركة إلى الداخل) والبرنامج الأميركي بزيادة الضغوط على إيران و«دعم الشعب الإيراني» ضد النظام وفق تصريحات سابقة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. إلا أن تنظيم «داعش» قطع الشك باليقين عبر عرض وكالة «أعماق» التابعة له، أمس، شريطاً مصوراً يظهر استعدادات ثلاثة من عناصره قبيل الهجوم وهم يتنكّرون باللباس العسكري للحرس الثوري ويقولون إنهم في طريقهم لتنفيذ العملية.
عرض «داعش» شريطاً مصوراً لاستعدادات عناصره قبيل العملية
وفي حين توعّد الحرس الثوري بـ«انتقام مميت» من المنفذين، استنكر الهجومَ الدامي الأمينُ العام للأمم المتحدة وإسبانيا واليمن وقطر والكويت وسلطنة عمان. واكتفت الولايات المتحدة، في معرض ردّ سفيرتها لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي على اتهام الرئيس الإيراني حسن روحاني واشنطن بالوقوف وراء داعمي المنفذين، بالقول «الولايات المتحدة تدين كل هجوم إرهابي في أي مكان، نقطة على السطر». وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن «التحريض الرسمي ضد الإمارات في الداخل الإيراني مؤسف ويتصاعد عقب هجوم الأهواز في محاولة للتنفيس المحلي. موقف الإمارات التاريخي ضد الإرهاب والعنف واضح، واتهامات طهران لا أساس لها». ومن أبرز المستنكرين والمتضامين كان كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان الذي حذّر من أن «هذا الوضع يدفع المنطقة برمتها إلى مزيد من التشنجات».
محامي ترامب يتوقّع انهياراً قريباً للنظام
قال المحامي الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، رودي جولياني، إن العقوبات الأميركية على إيران يمكن أن تفضي إلى «ثورة ناجحة». وأمام اجتماع نظمته «منظمة الجاليات الإيرانية الأميركية» المعارضة، قال جولياني: «لا أعرف متى سنطيح بهم... قد يحدث ذلك خلال بضعة أيام أو أشهر أو عامين، ولكنه سيحدث». في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الرئيس دونالد ترامب يرغب في لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال بومبيو إن ترامب «منفتح على مثل هذه اللقاءات، لكن يجب أن يأتي طلب اللقاء من الرئيس الإيراني».