اتهمت موسكو، اليوم، السلطات البريطانية بـ«التلاعب بالمعلومات»، بعد إصدار الشرطة البريطانية مذكّرتي توقيف بحق مواطنَين روسيَّين في إطار قضية «تسميم» الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال، في بريطانيا التي استدعت القائم بأعمال السفارة الروسية في لندن، على خلفية التطورات الجديدة في القضية المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر. ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، «مرةً جديدةً»، البريطانيين إلى «التوقف عن توجيه اتهامات علنية والتلاعب بالمعلومات»، مؤكدةً أن «الاسمين والصورتين التي نُشرت في وسائل الإعلام لا تعني لنا أي شيء».
بعيد إصدار مذكرتي التوقيف، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن الروسيّين المطلوبين لصلتهما بحوادث التسميم بغاز نوفيتشوك على الأراضي البريطانية، يعملان لصالح الاستخبارات العسكرية الروسية، وتصرّفا بناءَ على أوامر من الدولة الروسية.
تابعت ماي أمام النواب في مجلس العموم، أنه استناداً إلى معلومات أجهزة الاستخبارات البريطانية، «خلصت الحكومة إلى أن هذين الشخصين... هما ضابطان في مديرية الاستخبارات العسكرية الروسية»، مضيفةً أن العملية «تمّت الموافقة عليها بالطبع خارج مديرية الاستخبارات الرئيسية، على مستوى رفيع في جهاز الدولة الروسي».
كذلك، أعلن قال متحدث باسم رئيسة الوزراء أن بريطانيا ستقدّم دليلها على واقعة التسميم بغاز الأعصاب أمام اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غداً. وقال المتحدث أيضاً إن المسؤولين البريطانيين أكدوا في اجتماع مع القائم بالأعمال الروسي في لندن أن بريطانيا تريد أن يمثل المسؤولون عن تسميم الجاسوس الروسي السابق وابنته أمام العدالة.

ماذا قال الادعاء البريطاني؟
كان الادعاء البريطاني قد أعلن في وقتٍ سابق اتهام الروسيّين «بالتآمر» لقتل سكريبال وابنته يوليا في آذار/مارس الماضي، فيما كانت بريطانيا قد ألقت باللوم مباشرةً على روسيا في تسميمهما بغاز «نوفيتشوك»، وهو غاز أعصاب قاتل كان يصنعه الجيش السوفياتي خلال السبعينيات والثمانينيات.
ووفق مدّعين بريطانيين، فإن الروسيّين هما ألكسندر بيتروف ورسلان بوشيروف اللذين ذكرت الشرطة أنهما وصلا إلى مطار «جاتويك» في لندن قادمين من موسكو في 2 آذار/مارس، على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الروسية «إيروفلوت»، وغادرا البلاد في الرابع من الشهر نفسه. ونشرت الشرطة صوراً للرجلين.
وأوضح رئيس شرطة مكافحة الإرهاب، نيل باسو، أن المشتبه فيهما كانا مسافرين باسمين مستعارين، ويبلغان من العمر حوالى 40 عاماً ويحملان جوازي سفر روسيّين أصليين. وتابع أن كاميرات مراقبة أوضحت «رش غاز نوفيتشوك» أمام باب منزل سكريبال في سالزبري، كما «تم العثور على آثار غاز نوفيتشوك في غرفة فندق في لندن كان الرجلان يقيمان فيها».
في الأثناء، صدرت مذكرة اعتقال أوروبية بحق الروسيّين المتهمين بالتآمر على قتل سيرغي سكريبال والشروع في قتله هو وابنته والشرطي نيك بيلي، الذي مرض بعد استجابته للبلاغ بالعثور على سكريبال وابنته، وأيضاً باستخدام غاز «نوفيتشوك» وامتلاكه في مخالفة لقانون الأسلحة الكيميائية.