تمحورت قمة جوهانسبورغ لدول مجموعة «بريكس» حول السياسات الاقتصادية التي اتّخذتها الولايات المتحدة أخيراً، والتي تهدد النظام التجاري العالمي متعدد الأطراف، بحسب المجموعة. وندد قادة الدول الخمس (روسيا، الصين، البرازيل، جنوب أفريقيا والهند) الذين اجتمعوا في عاصمة جنوب أفريقيا بـ«التحديات غير المسبوقة» التي يواجهها العالم في ضوء التدابير الحمائية الأميركية، داعين إلى تعزيز التعاون في مواجهة هذه التهديدات.

تهديد الاقتصادات الناشئة
أعرب قادة دول «بريكس» عن قلقهم بشأن تدابير «سياسة الاقتصاد الكلّي» التي «يمكن أن تُسبّب تقلبات اقتصادية ومالية في الاقتصادات الناشئة وقد يكون لها تأثير على آفاق نموها».
كما دعت الدول الخمس جميع أعضاء منظمة التجارة العالمية إلى «احترام قواعد هذه المنظمة والوفاء بالتزاماتهم في نظام تجاري متعدد الأطراف». هذا النداء موجه مباشرة إلى الولايات المتحدة التي اتخذت في الأشهر الأخيرة إجراءات تجارية معادية بحق كل من بكين وبروكسل وموسكو وغيرها، بعدما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على الفولاذ والألومنيوم تستهدف الصين بشكل أساسي، وهو يهدد الآن بفرض ضرائب صارمة على جميع الواردات الصينية.
في هذا الإطار، شدّد الرئيسان الصيني والروسي، شي جين بينغ وفلاديمير بوتين، يوم أمس، على الحاجة إلى تحسين التعاون بين دول «بريكس»، وقال شي إنه من الضروري أن تعزز دول «بريكس» شراكتها الاستراتيجية لجعل العَقد المقبل «عقداً ذهبياً آخر». وقد اتخذ بوتين موقفاً مماثلاً، عندما اعتبر أن دول المجموعة تؤدّي «دوراً فريداً في الاقتصاد العالمي». قال بوتين إن دول بريكس «تساهم بنسبة 42 في المئة من إجمالي الناتج العالمي، وهذه الحصة مستمرة في النمو».
وأشار إلى أنه في «عام 2017، ازدادت التجارة بين دول بريكس بنسبة 30%، ونحن نعتزم تطوير هذه الشراكة بشكل أكبر».

إعلان سياسي مشترك
إلى جانب الملف الاقتصادي، تبنّت قمة جوهانسبورغ إعلاناً مشتركاً أعربت فيه عن موقف المجموعة من الأزمة السورية والقضية الفلسطينية وغيرهما من أبرز القضايا الدولية.
زعماء الدول الخمس أكّدوا تمسكهم بالتسوية السياسية في سوريا من خلال عملية سياسية شاملة يقودها السوريّون بأنفسهم «بما يضمن سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254، مع مراعاة نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي». كما أكد الزعماء دعمهم لعمليتَي أستانا وجنيف والوساطة الأممية في التسوية، مشددين على أهمية الوحدة في محاربة الإرهاب في سوريا.
كذلك، دعا الإعلان المشترك إلى استئناف الجهود الدبلوماسية لتحقيق تسوية شاملة وعادلة للصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي وتحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادئ مدريد والمبادرة العربية للسلام والاتفاقات السابقة بين الطرفين. ودعت القمة إلى وقف العمليات القتالية في اليمن، بالإضافة إلى تشديدها على ضرورة تنفيذ كل الأطراف المعنية خطة الأعمال المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي.