أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أنّ إدارة دونالد ترامب ملتزمة بالتصدّي لـ«السلوك الإيراني الشرير»، مشدداً على أنّها تعمل على تحجيم «ميليشيات» طهران في اليمن والعراق ولبنان، بالإضافة إلى سوريا.الوزير الأميركي ردّ في لقاء خاص مع «سكاي نيوز عربية» من أبو ظبي، على تلويح طهران بتعطيل حركة الملاحة النفطية في المنطقة وإغلاق مضيق هرمز، وذلك بعد إعادة فرض واشنطن عقوبات ضدها، بالقول إن «على العالم أجمع أن يعي بأنّ الولايات المتحدة ملتزمة بالمحافظة على خطوط الملاحة البحرية وتدفق النفط إلى كافة أنحاء العالم». وقال: «كل شيء يبدأ بالسلوك السيئ لإيران وإطلاق الصواريخ من اليمن التي تستهدف كل دول الخليج».
لكن كيف ستتصدّى واشنطن لطهران، يقول بومبيو: «من الأمور الرائعة أنّنا نحظى بشركاء رائعين في دول مثل الإمارات والسعودية، والعديد من الدول الأخرى. البحرينيون يعملون معنا لردع السلوك الإيراني الشرير. ونعمل على تحجيم الحوثيين في اليمن، وحزب الله في سوريا ولبنان».
ففي اليمن، تساعد الولايات المتحدة «على ضمان منع حصول الحوثيين على الأسلحة التي تسمح لهم بتهديد المنطقة»، وذلك من خلال مساعدة واشنطن لدول العدوان في «رصد وكشف عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة»، بحسب الوزير.

حرمان طهران من قدراتها المالية
وإذ أكد أن هدف السياسة الأميركية هو «ردع السلوك الإيراني المهدّد لأمن المنطقة»، قال إن «أكثر الأمور التي نركّز عليها اليوم هي حرمان إيران من القدرات المالية التي تمكّنها من الاستمرار في سلوكها السيئ»، وذلك من خلال «سلسلة واسعة من العقوبات التي لا تستهدف الشعب الإيراني، بل تهدف إلى إقناع النظام الإيراني بأن سلوكياته الشريرة غير مقبولة، وسيترتب عليها كلفة باهظة»، مشيراً إلى أن «الوضع الاقتصادي لن يتحسن حتى تعود إيران دولة طبيعية».
كذلك، أكد أن واشنطن «تدرك» أن الاتفاق النووي مع إيران «كان طريقاً لتملك الأخيرة سلاحاً نووياً»، مشيراً إلى أن بلاده تعمل مع الأوروبيين على خلق خطة جديدة لوقف البرنامج النووي الإيراني.
في هذا السياق، كشف أن الولايات المتحدة ستعمل على ضمان التزام العالم بتنفيذ العقوبات المفروضة على إيران، مؤكداً أن الحصول على النفط الإيراني بعد 4 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، سيعدّ خرقاً للعقوبات الأميركية.
ورداً على تأكيد إيران مراراً نيّتها إبقاء قواتها في سوريا، قال بومبيو: «على إيران الخروج من سوريا. ليس لديهم ما يفعلونه هناك»، مضيفاً «لا يوجد سبب لبقائهم هناك. كان هناك نفوذ إيراني لفترة طويلة. على القوات الإيرانية والميليشيات الإيرانية مغادرة سوريا».
وعن المعارك في جنوب سوريا وتراجع الجماعات المسلحة التي كانت تتلقى الدعم من الولايات المتحدة، أكد بومبيو صعوبة الوضع في تلك المنطقة، موضحاً «لدينا اتفاق مع روسيا بعدم التحرك في جنوب سوريا ضمن اتفاق خفض التصعيد، وهم (الروس) خرقوا هذا الاتفاق بشكل واضح».
وفي ما يتعلق بالحل السياسي في سوريا، قال إنّ أميركا تعمل على تهيئة الظرف لذلك، لافتاً إلى أن واشنطن تسعى، من خلال المباحثات، إلى السماح «لنحو ستة ملايين نازح سوري بالبدء بالعودة وإعادة الإعمار، وفي النهاية التوصّل إلى دستور وحل سياسي يتوافق مع ما يريده وما يستحقه حقاً الشعب السوري».