أفادت تقديرات رسمية لـ«المعهد الوطني الانتخابي» المكسيكي، بأن المرشح اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور حصل في الاقتراع الرئاسي، يوم أمس (الأحد)، على ما بين 51 و53 في المئة من أصوات الناخبين. وتؤكد هذه النتيجة ما كانت قد أشار إليه استطلاع الرأي، الذي أجرته مؤسسة «باراميتريا» وكشف، في وقتٍ سابق، عن فوز لوبيز أوبرادور في الانتخابات الرئاسية.في الإطار ذاته، أقرّ رئيس المعهد الوطني، لورنزو كوردوفا، في رسالة بأن رئيس بلدية ميكسيكو السابق يتقدم على المرشح المحافظ، ريكاردو أنايا، بما بين 22,1 و22,8 في المئة من الأصوات. وجاء في المرتبة الثالثة مرشح الحزب الثوري المؤسساتي الحاكم، خوسيه أنطونيو ميادي، الذي حصد بين 15,7 و16,3 في المئة من الأصوات.
رغم العلاقات المتوترة مع واشنطن بادر ترامب إلى تهنئة لوبيز (أ ف ب )

وفي أول تعليق علني له بعد الانتخابات، قال لوبيز أوبرادور إنه يريد إقامة علاقات «صداقة وتعاون» مع الولايات المتحدة. كذلك، وعد بإحداث «تغيير عميق»، قائلاً: «مشروعنا الوطني يطمح إلى ديموقراطية حقيقية. لا نتطلع إلى إقامة حكم ديكتاتوري، لا في الظاهر ولا في السر». وتوعّد بحماية الحرية واحترام القطاع الخاص.
من جانبٍ آخر، أقرّ خوسيه أنطونيو ميادي بهزيمته في انتخابات يوم أمس. وقال أمام أنصاره إن منافسه اليساري حمل على عاتقه مسؤولية الحكومة المقبلة، متمنياً له النجاح. يشار في هذا الإطار إلى أن «الحزب الدستوري الثوري»، الذي يتزعمه ميادي، قد هيمن على المشهد السياسي المكسيكي لسنوات؛ بيد أن نتائج الانتخابات تشير إلى أنه أخفق في كسب شعبية فعالة.
وعلى المنوال نفسه، اعترف أنايا، الذي حصل على المركز الثاني بعد أوبرادور، بانتصاره الأخير. وقال أمام الحشود: «أقدم له تهنئتي، وأتمنى له النجاح من أجل مصلحة المكسيك».

نحو علاقات متوتّرة مع واشنطن؟
رغم العلاقات المتوترة مع واشنطن منذ انتخاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي انتقد المكسيك بشدة بسبب التجارة والهجرة، بادر الأخير إلى تهنئة لوبيز أوبرادور «بعدما أصبح رئيساً» للبلاد. وفي تغريدة على «تويتر»، قال ترامب: «هناك الكثير من العمل الواجب القيام به لمصلحة كل من الولايات المتحدة والمكسيك» بعد فوز لوبيز، مؤكداً استعداده «للعمل معه». ورغم أن الشعبوية تجمع ترامب وأوبرادور، إلا أنهما يختلفان في موضوعات الهجرة والتجارة، وسط توقعات بأن تشهد علاقات الرجلين توتراً كبيراً.



وكان ترامب، الذي وصف المهاجرين المكسيكيين خلال حملته الانتخابية بأنهم «مجرمون»، أمر في بداية ولايته الرئاسية ببناء جدار على طول الحدود التي تمتد 3200 كلم مع المكسيك.
في المقابل، انتقدت مكسيكو بعنف ترامب، بعد ذلك، لوصفه المهاجرين بـ«الحيوانات». كذلك، ألغى الرئيس المنتهية ولايته، إنريكي بينيا نييتو، زيارتين إلى واشنطن مع إصرار ترامب على تحميل مكسيكو نفقات بناء الجدار.
من جهة أخرى، هدّد ترامب بتمزيق اتفاقية التبادل الحر لأميركا الشمالية الموقعة منذ عقدين، وسط المفاوضات الجارية بين الدول الثلاث الموقعة عليها (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك) لتعديلها.
وفي أوتاوا، هنّأ رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الرئيس المكسيكي المنتخب، مؤكداً أن كندا والمكسيك «صديقتان وشريكتان منذ فترة طويلة». وكتب ترودو في بيان: «تجمعنا أهداف مشتركة (…). نقيم علاقات تجارية تعود لفائدة الطرفين وتثير حسد بقية العالم. والدليل على ذلك، جهودنا المشتركة التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق التبادل الحر لأميركا الشمالية للقرن الحادي والعشرين».