وكانت كوريا الشمالية أعلنت، عبر وكالة أنبائها الرسمية، أنّ «كيم جونغ أون شكر مون جاي إن على الجهود الكبيرة التي بذلها في سبيل القمة المقررة في 12 حزيران بين جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية والولايات المتحدة، وعبّر عن رغبته الثابتة في انعقاد هذه القمة التاريخية».
وصل وفد دبلوماسي أميركي أمس إلى كوريا الشمالية
في السياق، اعتبر الأستاذ في جامعة «دوغوك» في سيول، كوه يو هوان، أنّ لقاء أول من أمس يزيد من احتمال انعقاد القمة بين واشنطن وبيونغ يانغ، موضحاً أنّ ما جرى «يهدف إلى تسوية سوء التفاهم الناجم عن مشاكل التواصل بين بيونغ يانغ وواشنطن والتحضير لهذه القمة». واعتبر أنّ لقاء مون وكيم خطوة «جريئة، لكنه ينطوي على مجازفات» من قبل مون الذي لم يكن لديه من خيار سوى مواصلة سياسة تجنب التصعيد في شبه الجزيرة الكورية.
وفي مؤشر قد يزيد من احتمالات انعقاد القمة، وصل وفد دبلوماسي أميركي أمس إلى كوريا الشمالية، ليعطي إشارة إلى أن إجراءات التحضير للقمة المرتقبة تتم في شكل طبيعي. وترأس السفير الأميركي لدى الفلبين، سونغ كيم، الوفد، وذلك لإجراء محادثات مع مسؤولين كوريين شماليين في شأن القمة المرتقبة، والبحث في جوهر المفاوضات التي ستتم بين واشنطن وبيونغ يانغ.
ومساء أمس، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنّ الوفد يجري محادثات مع مسؤولين كوريين شماليين في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية هيذر نويرت، في بيان: «نواصل التحضير لاجتماع بين الرئيس (دونالد ترامب) وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون». بدورها أوضحت «واشنطن بوست» أنّ سونغ كيم كان سفير واشنطن لدى سيول ومفاوضاً سابقاً في الملف النووي مع كوريا الشمالية، مضيفةً أنّ الوفد الاميركي التقى بنائبة وزير خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي.
إزاء هذا الجو المتفائل، ثمة وجهة نظر أخرى، عبّر عنها مثلاً المحلل السياسي الروسي فاسيلي كاشين، الذي كتب مقالة في صحيفة «إيزفيستيا»، يقول فيها إن خبراء، بمن فيهم أميركيون، توقعوا منذ البداية «عدم انعقاد لقاء القمة في سنغافورة بسبب الفجوات التي لا يمكن تجاوزها بسهولة بين توقعات القيادات، والنخبة السياسية الأميركية، والواقع»، مضيفاً أنّ «الأولوية المطلقة للسياسة الخارجية لكوريا الشمالية هي بقاء نظامها السياسي، وهذا باعتقاد بيونغ يانغ مرتبط بالقدرات العسكرية والاكتفاء الذاتي اقتصادياً، والأهم الاستقلال السياسي الكامل». ويشرح كاشين أن أي تحرك في اتجاه نزع السلاح النووي يتطلب «باعتقاد معظم الخبراء» العمل على مراحل ولسنوات طويلة، ذلك أنّ «النخبة السياسية لكوريا الشمالية ترى في السلاح النووي ضمان بقائها المادي». على رغم ذلك، «لا يمكن استبعاد موافقة بيونغ يانغ على نزع السلاح تدريجاً في مقابل اعتراف الولايات المتحدة وحلفائها بالنظام القائم في كوريا الشمالية وفك العزلة عنه وضمان أمنه... إنّ تخليها عن برامجها النووية ونزع سلاحها وفق التجربة الليبية الإيجابية كما طرح (مستشار الأمن القومي الأميركي) جون بولتون، أمر غير ممكن».