شهدت العاصمة الأفغانية كابول، صباح اليوم، تفجيرين انتحاريين أسفرا عن مقتل 21 شخصاً و27 جريحاً، بينهم ستة صحافيين قتلوا في التفجير الثاني الذي استهدفهم عمداً. وتبنّى تنظيم «داعش» العمليتين الانتحاريتين اللتين وقعتا بفارق نصف ساعة
انتحاريٌّ... يحمل كاميرا
وقع الانفجار الأول على مقربة من مقرّ الاستخبارات الأفغانية في كابول. هرع الصحافيون إلى موقع التفجير، فوقع التفجير الثاني، ما أدى إلى سقوط 21 قتيلاً، وفق حصيلة موقتة أعلنتها وزارة الصحة الأفغانية. بين الضحايا ست صحافيين، منهم رئيس قسم التصوير في مكتب وكالة «فرانس برس» في كابول، شاه ماراي، إلى جانب ثلاثة صحافيين آخرين في الاعتداء الثاني يعملون جميعهم لشبكات تلفزيونية أفغانية بينها شبكة «تولو نيوز» التي سبق أن استهدفت عام 2016 باعتداء أوقع سبعة قتلى وتبناه تنظيم «داعش». مصدر أمني قال إن الانتحاري الذي استهدف الصحافيين «اختلط على الأرجح بهم حاملاً كاميرا»، فيما أفاد المتحدث باسم شرطة كابول، حشمت ستانيكزاي، بأن «الانتحاري فجر نفسه بين الصحافيين وأوقع ضحايا».

أخطر مكان على المدنيين
أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانش، أن انتحارياً على دراجة نارية فجر نفسه أمام صف للغة الإنكليزية في قطاع شاش داراك في العاصمة. وكان مقرّ الاستخبارات المستهدف قد تعرض في آذار الماضي إلى عملية انتحارية، حين اجتاز رجل حاجز الشرطة وفجر نفسه عند مدخل المكاتب.
بحسب الأمم المتحدة، باتت كابول «أخطر مكان على المدنيين في أفغانستان»، مع تزايد الاعتداءات التي تستهدفها وغالباً ما تكون عمليات انتحارية تتبناها حركة «طالبان» أو تنظيم «داعش».
آخر اعتداء شهدته العاصمة يوم الأحد في 22 نيسان، أوقع نحو 60 قتيلاً و20 جريحاً، كما استهدف انتحاري من «داعش» مركزاً لتوزيع بطاقات هوية تمهيداً للانتخابات التشريعية في 20 تشرين الأول المقبل. كذلك سُجلّ في 27 كانون الثاني أحد أعنف الاعتداءات، حين أودى بحياة 103 أشخاص وأسفر عن أكثر من 150 جريحاً.
وكانت حركة طالبان قد أعلنت بدء هجومها المعتاد في الربيع الأسبوع الماضي، بالتزامن مع اندلاع معارك عنيفة في مناطق عدة من البلاد منذ ذلك الوقت، وكلّ ذلك يحدث على رغم عرض الرئيس أشرف عبد الغني في شباط الماضي إجراء محادثات سلام «من دون شروط مسبقة».

«داعش» يتبنّى
أعلن تنظيم «داعش» قبل قليل تبنّي التفجيرين الانتحاريين، وذلك في بيان مقتضب. وعبر تطبيق «تلغرام» قال التنظيم: «انطلق الأخ الاستشهادي قعقعاع الكردي ملتحفاً سترته الناسفة نحو مقر الاستخبارات الأفغانية ليفجر سترته وسط جموع المرتدين فيه»، مضيفاً: «ليهرع المرتدون من الأمن والإعلام وغيرهم إلى موقع العملية، فباغتهم الأخ الاستشهادي خليل القرشي... بسترته الناسفة ليفرّق جموعهم».