لن يمكن مرشح المعارضة الفوز من دون دعم «الشعوب الديموقراطي»
حملة أردوغان والإعلام الموالي له على غول، جاءت بالتوازي مع معلومات تحدثت عن مساعٍ يقوم بها زعيم حزب «السعادة» الإسلامي تامال كاراموللا أوغلو، لإقناع غول بأن يكون المرشح المشترك باسم أحزاب المعارضة، وفي مقدمتها «حزب الشعب الجمهوري» و«حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي، وذلك في الوقت الذي قالت فيه ميرال أكشنار، زعيمة «الحزب الجيد» المنشق عن حزب «الحركة القومية» المتحالف مع أردوغان، إنها سترشح نفسها للانتخابات. وكانت العديد من استطلاعات الرأي قد استبعدت أن يحصل أردوغان على الأغلبية الكافية للفوز في الجولة الأولى من الانتخابات، وتوقعت لمرشح أحزاب المعارضة، إن اتفقت في ما بينها، أن يفوز في الجولة الأولى أو الثانية بنسبة قد تصل إلى 54% من الأصوات، مقابل 46% لأردوغان. وتستبعد الاستطلاعات أن يحقق حزب «العدالة والتنمية» الأغلبية في البرلمان في حال تحالُف أحزاب المعارضة. وكل ذلك في وقت يستمر فيه الرهان على موقف حزب «الشعوب الديموقراطي» الذي يتوقع أن يحصل على ما لا يقل عن 10% من الأصوات، ومن دون تلك النسبة، لن يحالف الحظ مرشح المعارضة للفوز في الانتخابات. ولا يزال الرئيسان المشتركان للحزب، صلاح الدين دميرتاش وفيكين يوكسك داغ، ومعهما عشرة من ممثليه في البرلمان، في السجن منذ 18 شهراً. ويتوقع كثيرون للمرحلة القادمة أن تشهد تطورات وأحداثاً مثيرة، إذ سيسعى الرئيس أردوغان إلى منع أحزاب المعارضة من تحقيق أي انتصار في انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية. وتتوقع أوساط معارضة للرئيس أردوغان أن يستنفر الأخير كل إمكاناته وإمكانات الدولة وأجهزتها المختلفة، وخاصة الأمن والمخابرات والقضاء، ضمن الحملة الانتخابية، وسيعمل على منع قيادات المعارضة من الحديث للشعب التركي، خاصة أنه يسيطر على جميع وسائل الإعلام الحكومية و90% من الإعلام الخاص، ما سيجعل جميع القنوات التلفزيونية مجبرة على بث خطابات أردوغان على الهواء مباشرة، مع إهمال تغطية نشاط أحزاب المعارضة. وقد تتعرض الأخيرة ومرشحوها لحملة تنكيل واتهامات ملفّقة من الإعلام الموالي للرئيس المرشّح.