على الرغم من التفاؤل المهيمين على خط واشنطن ــ بيونغ يانغ مع اقتراب انعقاد «القمة التاريخية» بين البلدين، تجنّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأكيد انعقاد القمة أو توصّلها إلى نتيجة مثمرة في حال انعقادها، في وقتٍ تبدو فيه بيونغ يانغ ترتّب استعدادتها لـ«مرحلة جديدة» قد تعقب اللقاء الأول بين زعيم كوري شمالي ورئيس أميركي. وترك ترامب الباب مفتوحاً أمام إمكانية العدول عن لقائه برئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وقال الرئيس الأميركي إنه «سيغادر باحترام» اجتماعه المرتقب مع كيم «ما لم يكن مثمراً»، مضيفاً أنه في حال «رأينا أن اللقاء لن يكون ناجحاً فلن نعقده».
وكان ترامب قد قال خلال مؤتمر صحافي أعقب لقاءه برئيس الوزراء الياباني يوم أمس، إن هناك «طريقاً مشرقاً أمام كوريا الشمالية عندما تنجز نزع السلاح النووي بطريقة كاملة يمكن التحقق منها ولا رجعة فيها»، مؤكداً أن هذا «سيكون يوماً رائعاً لهم ويوماً رائعاً للعالم».
ويوم أمس، أكد ترامب المعلومات التي كشفت عن زيارة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو لكوريا الشمالية أخيراً، واجتماعه مع زعيمها كيم. وعبر «تويتر» قال ترامب: «هذا الاجتماع مر بسلاسة، وتشكلت علاقة جيدة، يجري الآن العمل على تفاصيل القمة. نزع السلاح النووي لن يكون أمراً عظيماً للعالم وحسب بل ولكوريا الشمالية أيضاً».


وكان مسؤولون أميركيون قد ذكروا أنّ بومبيو اجتمع مع كيم حينما زار كوريا الشمالية خلال عطلة عيد الفصح الماضي، لتمهيد الطريق أمام القمة المزمعة التي يأمل ترامب أن يقنع خلالها بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي. وصرح مسؤول كبير في الإدارة بأنّ بومبيو أثار مسألة السجناء الأميركيين الثلاثة (اعتقلوا بعد توجيه الاتهام لكل منهم على حدة بممارسة أعمال عدائية ضد النظام) مع كيم وبأن الولايات المتحدة تأمل في إطلاق سراحهم.
في هذا الوقت، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أن بيونغ يانغ ستعقد يوم غد الجمعة، اجتماعاً موسعاً للجنة المركزية لحزب العمال الكوري (الحزب الحاكم). الاجتماع سيبحث «القضايا المتعلقة بالسياسات في المرحلة الجديدة، وسيتخذ قرارات بشأنها بهدف تلبية احتياجات الفترة التاريخية الحالية المهمة للثورة الكورية النامية». ويأتي هذا الاجتماع قبل القمة المقررة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في السابع والعشرين من الشهر الحالي، وقد يفضي إلى معاهدة سلام بين الدولتين، تحلّ محل اتفاق الهدنة الساري بينهما منذ انتهاء الحرب عام 1953.