في أولى بوادر التقارب «العلني» في العلاقات بين السعودية والعدو الإسرائيلي، أعلنت وزارة السياحة الإسرائيلية أن شركة «طيران الهند»، سُتطلق رحلاتها المباشرة من نيودلهي إلى تل أبيب، فيما أكدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن المسار سيمرّ من الأجواء السعودية. شركة الخطوط الجوية الهندية، أطلقت اليوم أولى رحلاتها المباشرة إلى الكيان الإسرائيلي مروراً بالأجواء السعودية.وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم الخطوط الهندية برافين بهاتناغار: «سنقوم (اليوم) الخميس الموافق في 22 آذار/مارس في أول رحلة مجدولة للطيران من نيودلهي إلى تل أبيب مباشرة، وسنحلق فوق الأراضي السعودية». بهاتناغار أضاف أن «لدينا تصريحاً من الهيئة التنظيمية الهندية، يفيد بأن الرحلات ستستخدم المجال الجوي السعودي». وتابع قائلاً: «من وجهة النظر التجارية، سيعود ذلك بالنفع على شركات الطيران، وكذلك على الزبائن، وسنوفّر التكاليف التشغيلية والوقت».
كذلك، أُعلن أنه سيكون هناك ثلاث رحلات أسبوعية في كل اتجاه، ما يعني إنهاء الحظر السعودي المستمر منذ عقود على استخدام مجالها الجوي للرّحلات الجوية التجارية إلى الأراضي المحتلة، رغم أن هيئة الطيران المدني السعودي كانت قد نفت الأمر في وقت سابق.


مؤشرات إيجابية
المحلّل الإسرائيلي جوناثان سباير، رأى أن هذه الخطوة السعودية «تُظهر أن مؤشرات إيجابية ترسل رغم عدم التوصل إلى معاهدة سلام إسرائيلية ــ فلسطينية، كانت تُعتبر لفترة طويلة شرطاً مسبقاً لإقامة علاقات بين إسرائيل والعالم العربي». وأوضح سباير، مدير مركز روبن الإسرائيلي للأبحاث في الشؤون الدولية، أنه يعتقد أن «هذا يُظهر أنه حتى في ظل غياب معاهدة سلام، يمكن القيام بمبادرات صغيرة تنطوي على معنىً». وقال: «أعتقد أن هذا ما يقوم عليه القرار السعودي بالسماح باستخدام أجوائه، إنه أمر صغير، لكنّ له معنىً مهماً».
مسؤول آخر في الخطوط الهندية، طلب عدم ذكر اسمه، كشف عن تفاصيل المسار الجوي، وقال: «ستتوجه الرحلات من نيودلهي باتجاه ولاية غوجارات الهندية غرباً، ومن ثم تحلّق فوق بحر العرب قبل دخولنا شبه الجزيرة العربية فوق سلطنة عمان»، وأضاف: «ثمّ تأخذ اتجاهاً شمالياً يتقاطع مع المملكة العربية السعودية للوصول إلى تل أبيب»، موضحاً أن الرحلة الواحدة «ستستغرق وقت طيران فوق المجال الجوي السعودي نحو ساعتين، وستحلق الطائرة حول العاصمة الرياض لتصل إلى إسرائيل». بناءً على ما تقدّم أشار إلى أنه «اعتدنا الطيران بين الهند وإسرائيل، من خلال تحويلة عبر البحر الأحمر فوق خليج عدن، قبل الوصول إلى بحر العرب».