بعد تأجيل واشنطن وسيول مناوراتهما العسكرية المشتركة «فول إيغل» إلى ما بعد انتهاء دورتي الألعاب الأولمبية الأخيرة في بيونغ تشانغ، ومنعاً لتوتير الأجواء مع الجارة «الشمالية» التي كانت مفاوضاتها الدبلوماسية قد بدأت مع «الجنوب»، ووافقت على المشاركة في الأولمبياد، أعلن البلدين أن المناورات ستستأنف الشهر المقبل لكن بنحو «محدود»، إذ إن التدريبات الأساسية ستُختصر لمدة شهر، كذلك لن تشارك أي حاملة طائرات أميركية فيها، وذلك في الوقت التي يتأكد فيه الانفراج الدبلوماسي مع كوريا الشمالية.ووسط التحضيرات الجارية لقمة بين «الشمال» و«الجنوب» يليها لقاء مباشر بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، فإن خطوة اختصار المناورات هذا العام تدل على حرص أميركي ــ كوري جنوبي على تجنب عرقلة المحادثات. وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع في سيول أمس، أن «المناورات المتوقع أن تبدأ في الأول من نيسان، ستستمر لمدة شهر بسبب تأجيلها، وبالنظر إلى برامج كل من الجيشين». وأضاف أن «قيادة الأمم المتحدة أبلغت الجيش الكوري الشمالي اليوم (أمس) بالبرنامج وكذلك بالطبيعة الدفاعية للمناورات السنوية». كذلك قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيانٍ أمس، إن «مناوراتنا المشتركة تركز على الدفاع، ولا مبرر لتعتبرها كوريا الشمالية استفزازاً».
اتفقت سيول وطوكيو وواشنطن على «تعزيز التنسيق السياسي»


هذا الاختصار يأتي رغم تصاريح رسمية من واشنطن وسيول ذكرت أن مناورات هذا العام ستكون «مماثلة» للسنوات السابقة، أي شهرين. وتشمل مناورات «فول إيغل» سلسلة من التدريبات الميدانية بمشاركة 11,500 عسكري أميركي، إضافة إلى 290 ألف جندي كوري جنوبي. في المقابل، تستند مناورات «كي ريزولف» (المقرر انطلاقها الأسبوع المقبل) إلى عمليات محاكاة معلوماتية. ووفق موفد كوري جنوبي كبير أجرى زيارة لبيونغ يانغ في وقت سابق هذا الشهر، أوضح كيم أنه «يتفهم» الحاجة لإجراء المناورات المرتقبة.
من جهة ثانية، وفي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة المساعي الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، تجري الأخيرة محادثات مع الولايات المتحدة والسويد من أجل إطلاق سراح ثلاثة أميركيين معتقلين لديها. وفي وقتٍ سابق، أفادت قناة «غم بي سي تي في» في سيول، أن بيونغ يانغ وواشنطن «توصلتا عملياً» إلى اتفاق نهائي يقضي بإطلاق سراح المعتقلين الثلاثة، وهم: كيم هاك سونغ، وكيم سانغ دوك، وكيم دونغ تشول. ونقلت القناة عن مصدر دبلوماسي كوري جنوبي قوله: «إنهم يتفقون على تفاصيل توقيت عملية إطلاق السراح». وأعلن المصدر أن المفاوضات أجرتها بعثة كوريا الشمالية إلى الأمم المتحدة مع وزارة الخارجية الأميركية عبر «قناة نيويورك»، وهي قناة اتصال غير رسمية.
من جهتها، أعلنت شبكة «سي إن إن» الأميركية أنه بُحث في إطلاق سراح المعتقلين خلال محادثات بين وزير خارجية كوريا الشمالية، ري يونغن هو ونظيرته السويدية، مارغوت فالستروم، أجريت في استوكهولم، واستمرت ثلاثة أيام. ووفق مصدر نقلت عنه الشبكة، طرحت استوكهولم قضية المعتقلين من أجل «دفع الأمر بالاتجاه الصحيح»، وأن «تحقيق أي تقدم في قضية هؤلاء المعتقلين سيكون بالغ الأهمية بالنسبة إلى واشنطن».