بعد ساعات على انتخابه للمرة رئيساً لروسيا لولاية رابعة، أعلن فلاديمير بوتين أن بلاده ليست لديها رغبة في سباق جديد للتسلّح، وستفعل كل ما بوسعها لحلّ الخلافات مع الدول الأخرى، لكن مع الدفاع عن مصالحها الوطنية.بوتين أكد، خلال اجتماع مع الخصوم الذين تفوّق عليهم في انتخابات الرئاسة، أن موسكو تريد إقامة حوار بنّاء مع شركائها الدوليين، لكن يجب أن تكون لديهم الرغبة نفسها كما أن عليهم احترامها. بالإضافة إلى ذلك، أكد الرئيس الروسي أن بلاده ستخفّض إنقافها العسكري، موضحاً أن ذلك «لن يؤدي إلى أي خفض في قدرات بلادنا الدفاعية».
تأتي هذه التصريحات بعد كشف بوتين عن جيل جديد من الأسلحة النووية «التي لا تُقهر»، في كلمة عن حالة البلاد في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك حينما عرض جهود موسكو العسكرية على أنها ردّ على تحرّكات الولايات المتحدة الأخيرة بإعادة هيكلة ترسانتها النووية وتطوير أسلحة ذرية جديدة.
كذلك، تتزامن تصريحات بوتين مع اتهام لندن لموسكو بأنها قتلت العميل المزدوج على الأراضي البريطانية في 4 آذار الحالي، ما أدى إلى تبادل طرد الدبلوماسيين بين البلدين. وعن هذا الموضوع، قال بوتين إن موسكو ستستخدم القنوات الدبلوماسية لتسوية الخلافات «مع شركائنا»، في إشارة إلى الغرب، مضيفاً أن روسيا ستفعل كل ما بوسعها «حتّى يتم حل الخلافات مع شركائنا الدوليين من خلال الطرق السياسية والدبلوماسية». وتابع أنه من «من البديهي القول إنه لا يمكن أن يكون كل شيء على عاتقنا. وكما هو الحال في الحب فإن الطرفين ضالعان فيه، وإلّا لن يكون هناك حب».

ماكرون يهنّئ بوتين
في غضون ذلك، تحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر الهاتف مع نظيره الروسي، متمنياً لروسيا وشعبها «النجاح في التحديث السياسي والديموقراطي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد». ماكرون جدّد التأكيد على مخاوفه بشأن الوضع في سوريا، داعياً روسيا إلى أن تبذل «قصارى جهدها لإنهاء القتال ووقف الخسائر في صفوف المدنيين»، خصوصاً في الغوطة وعفرين، وفق بيان صادر عن الإليزيه. كذلك، ذكّر الرئيس الفرنسي «بتمسّكه بحوار بنّاء بين روسيا وفرنسا وأوروبا»، و«عبّر مجدداً عن قناعته بأن التعاون على أساس واضح بين أوروبا وروسيا، والذي يعدّ ضرورياً للقارة الأوروبية، هو في مصلحة البلدين».
من جهة ثانية، دعا ماكرون بوتين إلى المساعدة في توضيح الهجوم «غير المقبول» بغاز الأعصاب على الجاسوس الروسي السابق، وإلى «استعادة السيطرة بحزم على البرامج التي لم يتم الإعلان عنها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية».