بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، آخر جولة رسمية في رئاسته، إلى أوروبا منطلقاً من العاصمة اليونانية أثينا، قبل أن يتوجّه اليوم إلى برلين.وسيسعى أوباما، خلال هذه الزيارة على وجه الخصوص، إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة الذين يشعرون بالقلق بعد انتخاب الجمهوري دونالد ترامب، رئيساً للولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت التقارير الإعلامية.
ولقي أوباما استقبالاً حافلاً من قبل وزير الدفاع اليوناني، بانوس كامينوس، الذي يتزعّم أيضاً حزب «اليونانيين المستقلين» المشارك التحالف الحكومي.
إلا أن الزيارة لم تخلُ من اعتراضات، فقد خرج نحو سبعة آلاف شخص بينهم محتجون ملثمون، وأعضاء من جبهة النضال العمالي «بامي» المنتمية إلى الحزب الشيوعي، في مسيرة في شوارع وسط أثينا، حاملين لافتات مكتوباً عليها «غير مرغوب فيه». وألقى بعضهم زجاجتين حارقتين على الشرطة، التي عملت على تفريق التظاهرة بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
سيركّز ترامب على محاربة «داعش» وتطوير العلاقة مع الصين وروسيا

في غضون ذلك، حذّر أوباما من الإذعان للقومية «الفظة»، بالإشارة إلى الاستفتاء بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز ترامب في الانتخابات الأميركية، وأيضاً مع اقتراب مجموعة من الاستحقاقات في الدول الأوروبية. وقال إن «علينا أن نحذّر من تصاعد الشكل الفظ من القومية أو الهوية الإتنية أو القبلية التي تبنى على نحن وهم». وأضاف: «نحن نعلم ما يحدث عندما يبدأ الأوروبيون في الانقسام على أنفسهم. لقد شهد القرن العشرون سفك دماء»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تدرك كذلك مدى «خطورة الانقسام على أسس عنصرية أو عرقية أو دينية».
وكان الرئيس الأميركي قد حذر خليفته، أول من أمس قبل انطلاقه إلى أوروبا، من أنه سيصطدم بالواقع إذا ما حاول الوفاء بالوعود الأكثر إثارة للجدل، التي قطعها إبان حملته الانتخابية. ورغم أن أوباما أقرّ بأن ثمة «مخاوف» تساوره من تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، لكنّه حثّ مواطنيه على منحه الوقت لكي «يضطلع بمهماته الجسيمة».
وفيما يعمل ترامب على بلورة إدارته المقبلة وعلى تشكيل فريقه المرتقب في البيت الأبيض، أعلن عمدة نيويورك السابق رودي غولياني، الذي يُعَدّ من المرشحين لشغل منصب وزير الخارجية، أنّ من المتوقع أن يركّز الرئيس المنتخب، في إطار استراتيجيته السياسية الخارجية، على القضاء على تنظيم «داعش».
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن غولياني أشار، في مؤتمر نظّمته الصحيفة، إلى اهتمامه بإدارة وزارة الخارجية. وفيما لفتت «وول ستريت جورنال» إلى أنه شرح بالتفصيل رؤيته بشأن السياسة الخارجية وكيف تتقاطع مع رؤى ترامب، نقلت عن غولياني قوله إن «داعش يشكل، على المدى القصير، الخطر الأكبر»، مضيفاً أنّ هذا التوصيف ليس نابعاً من فكرة أنه «موجود في العراق وسوريا، ولكن لأن التنظيم قام بشيء لم تقم به القاعدة، تمثّل في قدرته على الانتشار حول العالم».
من جهة أخرى، أشار غولياني إلى أن إدارة ترامب قد تعمل على إعادة صياغة العلاقات مع روسيا والصين، مضيفاً أن إدارة أوباما حوّلت روسيا إلى عدو. ولفت، في هذا السياق، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يحترم الرئيس باراك أوباما.
وكان ترامب قد صرّح، أكثر من مرة، بأنه يريد أن يتعاون مع بوتين. ولكن غولياني أعطى فكرة تتسم بالتحدي والوضوح عن شكل تطوّر العلاقة. وقال إن «روسيا تظن أنها منافس عسكري، هي ليست كذلك حقاً»، مضيفاً أن «عدم التهديد باستخدام القوة العسكرية، إبان إدارة أوباما، جعل من روسيا أكثر قوة».
أما عن الصين، فقد قال غولياني إن إدارة ترامب ستفضل التعاون مع ذلك البلد في ما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، مثل التجارة. وأوضح أن ترامب ينوي وصف الصين بأنها بلد «متلاعب بالعملة»، بعد دخوله إلى البيت الأبيض بوقت قصير. ومن المتوقع أن تؤدي خطوة كهذه إلى تصعيد التوترات بين البلدين، وفق المحللين الاقتصاديين.
غولياني انتقل إلى الحديث عن العراق، موضحاً أن خروج القوات الأميركية من هذا البلد «مكّن داعش من النمو في الفراغ»، الذي تركته هذه القوات. ويتماشى هذا الانتقاد مع وجهة نظر مختلف المسؤولين الجمهوريين، وأيضاً مع رؤى الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وأعرب غولياني عن اعتقاده بأن طريقة الخروج من العراق «كانت القرار الأسوأ في التاريخ الأميركي».
(الأخبار)