«أجل، أنا ممل»، هكذا يوافق نائب هيلاري كلينتون في سباق الرئاسة الأميركية، تيموثي مايكل كين، المعروف بـ«تيم كين»، مع منتقديه. فالمحامي والسياسي الأميركي «اللطيف» الذي اختارته كلينتون ليكون «رفيق» دربها يفتقر إلى الكاريزما ولكنه يمتلك خبرة سياسية تتجاوز العشرين عاماً، استطاع من خلالها أن يُثبت أنه الرجل الذي «لم يخسر في حياته أي انتخابات خاضها».ولد كين في شباط 1958 في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا، ونشأ في مدينة كانساس في ولاية ميسوري، حيث حصل على إجازة في الاقتصاد من جامعة ميسوري عام 1979، ومن ثمّ نال عام 1983 دكتوراه في القانون من جامعة هارفارد.
دخل كين (58 عاماً) المعترك السياسي عام 1994 بعد انتخابه عضواً في مجلس مدينة ريتشموند، ثم انتخب عمدة للمدينة عام 1998 واستمر في ذلك المنصب حتى 2001، ثم تولى منصب حاكم ولاية فيرجينيا بين عامي 2006 و2010، ومنصب رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي بين عامي 2009 و2011. وفي عام 2012، انتخب عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية فيرجينيا، لينضم بذلك إلى لائحة مكوّنة من عشرين شخصاً فقط في تاريخ أميركا، تولى أعضاؤها منصب عمدة مدينة، وحاكم ولاية، وعضو في مجلس الشيوخ.
من أبرز إنجازات كين، الذي يوصف بأنه سياسي «معتدل» صاحب «السمعة الطيبة» و«المسيرة السياسية المثالية»، تمكينه «الحزب الديموقراطي» من الفوز في ولاية فرجينيا، المعروفة بمساندة «الحزب الجمهوري»، خلال الانتخابات الرئاسية عام 2008، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1968.
شارك كين في حملة تبشيرية في هندوراس لمدّة تسعة أشهر عام 1981، أتقن خلالها اللغة الإسبانية، التي بحسب المراقبين، ستساعد كلينتون في كسب أصوات المواطنين الأميركيين من أصول لاتينية.
يُعتبر كين من أبرز المناهضين لـ«ثقافة السلاح» المتفشية في الولايات المتحدة، خاصةً بعد حادثة إطلاق النار في جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا. وبالرغم من امتلاكه السلاح، طالب كين مجلس الشيوخ بمحاربة لوبي تجارة الأسلحة وفرض رقابة صارمة على حيازة الأسلحة النارية.
عبّر السياسي الذي يشتهر بحبه للعزف على الهارمونيكا عن دعمه لسياسات أوباما، ومن ضمنها الاتفاق النووي مع إيران، وسحب القوات الأميركية من أفغانستان وتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا.

شبح ساندرز الحاضر... دائماً

يصف كين نفسه بـ«الكاثوليكي التقليدي»، ويقول إن «إيمانه» هو في صلب كل شيء يقوم به. إلّا أن معتقداته الكاثوليكية تعارضت في الكثير من الأحيان مع قراراته السياسية، لا سيما قراره الابتعاد عن الكنيسة ومساندة زواج المثليين بعدما كان من المعارضين.
يعتبر المحللون أن اختيار هيلاري لكين لا يساعد في توحيد صفوف «الحزب الديموقراطي»، لا سيما أن فئة الشباب، لا تعتبره «تقدمياً» و«ليبرالياً» بما فيه الكفاية، وتنتقد مواقفه المناهضة للإجهاض «من منطلق سياسي وأخلاقي»، كما تلك التي لا تدعم فرض قيود على البنوك وتؤيد اتفاقات التجارة الحرة والشراكة عبر المحيط الهادئ.
في حين تؤكد كلينتون أن كين «ابن معلمة وعامل في الحديد، وهو يفكر دائماً في الطبقة العاملة»، إلا أن مؤيدي الديموقراطي بيرني ساندرز لا يجدون فيه المرشح الأمثل في ما يخص المسائل الاقتصادية، ويرون في اختيار كلينتون دليلاً على أنها «لم تتعلم شيئاً من الانتخابات التمهيدية... ولا تصغي لما يريده الناس». فبعد التأييد الكبير الذي حصل عليه ساندرز، توقّعت قاعدته الشعبية أن يكون لها دور في إعادة النظر في سياسات الحزب ومستقبله، إلا أنها رأت في اختيار كين دليلاً على أن ذلك لن يحصل.
يتفق كين وهيلاري على غالبية الأمور الأساسية، إذ يقول البعض أن الأخيرة اختارت كين لأنه شخص «آمن» سيدعم كل قراراتها المحلية والخارجية من دون تردد، بعكس ساندرز. ولكن كين اختلف مع هيلاري في ما يخص الحرب على «داعش» وانتقد عدم حصول إدارة أوباما على موافقة الكونغرس لهذه الحرب بالذات.
في سياق آخر، تعرض كين لاتهامات بالفساد من قِبل المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، شخصياً وكذلك من المحيطين به، لجهة تلقّي كين هدايا ثمينة تبلغ قيمتها ما يقارب 160,000$ خلال فترة توليه منصب حاكم ولاية فرجينيا.
وكتب ترامب في تغريدة على «تويتر»: «لماذا لم يكن لدى كين مشكلة في أن يتلقى هدايا بمئات آلاف الدولارات أكثر من بوب ماكدونالد؟»، في إشارة إلى الحاكم السابق وعضو «الحزب الجمهوري»، روبرت ماكدونالد، الذي أدين في 2014 باستغلال نفوذه وتلقي الهدايا.
من جهته، اعتبر المتحدث الرسمي باسم ترامب، جيسون ميلر، أن «من الطبيعي أن تختار هيلاري شخصاً مطعوناً في أخلاقه مثل كين الذي استفاد من التلاعب بالنظام». وأضاف: «إذا كنت تعتقد أن هيلاري والفاسد كين سيغيران أي شيء في واشنطن، فإن العكس هو صحيح. فالنظام الحالي يناسبهما».
كما اتهمت مديرة الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، كيليان كونواي، كين بالتمييز على أساس الجنس لأنه قام بمقاطعة منسقة الحوار، إلين كيخانو، مراراً وتكراراً في حلقة نقاش حول الرئاسة مع خصمه نائب ترامب، مايك بنس.