بعد مرور أكثر من عشرين يوماً على الانقلاب الفاشل في تركيا، لا تزال السلطات في هذه البلاد تبحث عمّن تلقي عليه اللوم في ما يتعلق بهذه القضية. وفي الوقت الذي تتكرّر فيه الاتهامات، بنحو رئيسي، إلى الداعية فتح الله غولن الموجود في الولايات المتحدة، أفادت مجلة «فورين بوليسي» بأن داعمي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجدوا هدفاً جديداً، الآن، هو معهد «وودرو ويلسون» الذي يُعَدّ من أهم مراكز الدراسات الأميركية.وأشارت المجلة إلى أن هذا المركز «يواجه موجة انتقادات في ما يتعلق بدوره المزعوم ــ وغير المثبت أبداً ــ في إعداد محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت الشهر الماضي، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من ألف». وفي هذا السياق، أوضحت «فورين بوليسي» أن الاتهامات ضد «وودرو ويلسون» ظهرت على الصفحات الأولى في الصحف التركية المقرّبة من أردوغان، الأمر الذي دفع مركز الدراسات المذكور إلى اتخاذ خطوة «غير اعتيادية» بإصداره بياناً أعرب فيه عن قلقه من «احتمال الانتقام» من الباحثين والعلماء الذين شاركوا في مؤتمر عقده في تموز في تركيا.
وأشارت المجلة إلى أن «نظرية المؤامرة ضد مركز وودرو ويلسون اندلعت، في جزء منها، بسبب انعقاد المؤتمر بين 15 و17 تموز، أي في الوقت الذي شهدت فيه تركيا محاولة الانقلاب».
إلا أن البيان الصادر عن المركز، أكد أن «المؤتمر الذي عقد في جزيرة بويوكادا في إسطنبول، لم يكن له أي علاقة بالأزمة التي حصلت في تركيا». وأضاف أن «النقاش كان عبارة عن تبادل مفتوح للآراء بين خبراء محنّكين في السياسة الخارجية، وذلك عن إيران وعلاقاتها مع دول الجوار».
ولكن يبدو أن توضيح مركز الدراسات لم يخفّف من انتشار التقارير في تركيا، التي تلوم مديره لبرنامج الشرق الأوسط، هانري باركي، على الانقلاب الفاشل. فيوم السبت، نشرت صحيفة «أكشام» المقرّبة من الحكومة على صفحتها الأولى صوراً لباركي وغيره من الأكاديميين، الذين شاركوا في الحدث الذي أقامه المركز، متهمة إياهم بأنهم عملاء لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، «ساعدوا في تدبير الانقلاب».
(الأخبار)