في ظرف سياسي حرج تعرفه أميركا اللاتينية، يعود "المنتدى الاجتماعي العالمي" إلى القارة الأميركية، لكن ليحطّ في شمالها هذه المرة، بعدما ارتبط صعوده في السنوات الأولى من العقد الماضي بالنجاحات العدة التي كان يسجّلها "اليسار اللاتيني"، قبل أن نشهد راهناً على "ثورة مضادة".
يهدف المنتدى إلى إيجاد مساحة مفتوحة لمعارضي الليبرالية الجديدة
وعلى مدى 15 عاماً من تنظيمه، أقيم المنتدى بشكل رئيسي في بورتو أليغري في البرازيل، لكنه نظم أيضاً في كل من مالي، والهند، وباكستان، ومرتين في تونس حيث كانت النسخة الاخيرة منه في آذار 2015. وكان المنتدى الأول في بورتو أليغري قد قدّم نفسه على أنه بديل من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي يجمع قادة الشركات الكبرى ورؤساء الدول والحكومات.
وبدءاً من يوم غد حتى نهاية الأسبوع، سيشارك ممثلون لنحو خمسة آلاف منظمة من المجتمع المدني في أكثر من ألف نشاط مختلف، بدءاً بورش عمل ونقاشات أو حتى عروض في جميع أنحاء مدينة مونتريال، خصوصاً في الجامعات الكبيرة. ويتناول البرنامج موضوعات رئيسية مرتبطة بالأحداث الحالية، مثل الخطوات المتخذة ضد التهرب الضريبي، والبيئة، واستقبال اللاجئين أو تجاوزات الأصولية. وسيحضر نحو 80 محاضراً، بمن فيهم أساتذة جامعيون وسياسيون ونقابيون وناشطون مؤيدون للعولمة البديلة، خلال المؤتمرات الرئيسية للمنتدى، مع الصحافية الكندية نعومي كلاين، ونائب الرئيس البوليفي، الفارو غارسيا لينيرا، وعالم الاجتماع والمفكّر الفرنسي إدغار موران.
وبينما هناك أكثر من مئتين من المتكلمين والضيوف الأجانب لم يحصلوا على تأشيرة دخول إلى كندا، على غرار الناشطة المؤيدة للعولمة البديلة أميناتا تراوري، من مالي، ورئيس نقابة العاملين في الخدمات البريدية الفلسطينية عماد الطميزي، وروجيريو باتيستا من الاتحاد البرازيلي للعمل، فإنّ نسخة عام 2016 من المنتدى في مونتريال قد تجذب أعداداً أقل بكثير مقارنة بالتجمعات الكبيرة للمنتدى الاجتماعي العالمي في البرازيل خلال العقد الماضي، والتي كانت تضم في أحيان كثيرة مئة ألف شخص.
وقال منسّق المنتدى، رافاييل كانيه، "نحاول من هذا المنتدى الأول في واحدة من دول الشمال، منح الحراك انطلاقة جديدة"، مضيفاً أنّ الهدف من هذا الحدث هو في إيجاد "مساحة لقاء مفتوحة تهدف الى تعميق التفكير لدى جماعات وحركات المجتمع المدني التي تعارض الليبرالية الجديدة".
(الأخبار، أ ف ب)