فيما كان يزور رئيس أركان الجيوش الأميركية، جوزيف دانفورد، برفقة نظيره التركي مقرّ البرلمان الذي قصفته طائرات الانقلابيين، مؤكداً «دعم واشنطن التام للنظام الديمقراطي» في تركيا، خرج الرئيس رجب طيب أردوغان، في خطاب متلفز من القصر الرئاسي، ليهاجم «الغرب الذي يدعم الإرهاب ومدبّري الانقلاب»، مشدّداً على أن «الانقلاب نفّذه عناصر أتراك، لكنّ السيناريو كُتب في الخارج». وتابع أردوغان الذي كان يتحدث خلال منتدى اقتصادي، أن «من كنّا نظن أنهم أصدقاء، يقفون إلى جانب مدبّري الانقلاب والإرهابيين»، منتقداً «قلق البعض من محاسبة الانقلابيين»، ومشيراً بنحو خاص إلى قرار السلطات الألمانية منعه من التحدث عبر الفيديو إلى مناصريه خلال تظاهرة في مدينة كولونيا.
أكد دانفورد من أنقرة دعم بلاده «للديمقراطية»
كذلك، دعا الرئيس التركي زعماء «حزب العدالة والتنمية» الحاكم وكلاً من «حزب الشعب الجمهوري» و«حزب الحركة القومية»، إلى المشاركة في تظاهرات «الديمقراطية والشهداء» التي من المقرر أن تشهدها مدينة إسطنبول في السابع من آب الجاري، والتي تأتي وفقاً للسكرتير العام للرئاسة، فخري قصيرغا، «تتويجاً لتظاهرات صون الديمقراطية». ووجه أردوغان الدعوات إلى رؤساء الأحزاب الثلاثة، طالباً منهم إلقاء كلمات في تلك «الفعالية».
وكان لافتاً في الدعوة الرئاسية لأحزاب محسوبة على المعارضة، استثناء «حزب الشعوب الديمقراطي» الذي اعتبرت رئيسته المشاركة فيجن يوكسيك داغ، خلال الاجتماع الأسبوعي للحزب أمس، أن «المصالحة السياسية» التي ينادي بها الرئيس وحزبه الحاكم، لا تأتي عبر «تجاهل إرادة ورأي 6 ملايين مواطن»، مستنكرة إقصاء حزبها من المحادثات الأخيرة التي ضمت قادة الأحزاب السياسية التركية.
وفي سياق آخر، تبدو واشنطن حريصة في المقام الأول على تعاونها العسكري مع أنقرة، عبر زيارة يقوم بها الجنرال دانفورد، لأنقرة بعد قاعدة انجرليك الجوية، حيث التقى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في قصر «تشانقايا» بالعاصمة أنقرة ورئيس الأركان التركي، خلوصي أكار. واستغلّ يلدريم الزيارة ليؤكد أهمية اتخاذ واشنطن بصفتها «حليفة أنقرة»، موقفاً واضحاً ضد «جماعة غولن الإرهابية»، مشدداً على أن «بلاده تنتظر تسليم واشنطن، فتح الله غولن وأعضاء منظمته الإرهابية في أقرب فرصة ممكنة». وأكد خلال اللقاء أن القوات المسلحة التركية تؤدي مهماتها ومسؤولياتها بكامل طاقتها من خلال التعيينات والتعديلات الجديدة، مشيراً إلى «استمرار التعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين، دون توقف في الحرب ضد منظمة بي كا كا، وتنظيم داعش». من جانبه، أدان دانفورد المحاولة الانقلابية، وأشار إلى أن السلطات الأميركية ستواصل تعاونها مع نظيرتها التركية في المجال العسكري وجميع المجالات الأخرى.
وكان دانفورد قد التقى نظيره أكار، في مقر هيئة الأركان بأنقرة، وفق بيان نشره موقع هيئة الأركان الإلكتروني، دون التطرق إلى مضمون الاجتماع. ورافق أكار ضيفه في جولة إلى مقر البرلمان لمشاهدة «الأضرار الناجمة عن القصف الجوي الذي تعرض له البرلمان من قبل الانقلابيين»، حيث أعرب دانفورد عن أسفه وحزنه جراء القصف مقدماً تعازيه إلى الشعب التركي، مشيراً إلى أن بقاء النواب في الجمعية العامة للمجلس وعدم تركهم البرلمان أثناء القصف، يعبّران عن «شجاعة كبيرة».
وعلى صعيد آخر، كشفت صحيفة «حرييت» التركية، أن السلطات تنوي تقسيم جهاز الاستخبارات إلى جهازين مستقلين، أحدهما لعمليات الاستخبارات الخارجية والآخر للمراقبة الداخلية، حيث سيتبع جهاز الاستخبارات الداخلية إلى حد بعيد الشرطة والدرك، التابعتان حالياً لوزارة الداخلية، بينما سيخضع الجهاز المكلف الاستخبارات الخارجية مباشرةً للرئاسة التي «ستشكل وحدة تنسق أنشطة الوكالتين».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع، أول من أمس، أنها عيّنت 167 جنرالاً وأميرالاً في قيادة القوات البرية والجوية والبحرية، وقيادة أكاديمية «غولهانة» الطبية العسكرية (غاتا). وأكّد وزير الدفاع، فكري إيشق، وجود 311 عسكرياً فارّاً، بينهم 9 جنرالات، عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة.