تركيا | الجيش «المطهَّر» تحت رحمة اردوغان: هيكلية جديدة برؤوس مدنية

  • 0
  • ض
  • ض

مرّ أسبوعان على الانقلاب الفاشل في تركيا، أكمل «السلطان» خلالهما خطواته الأخيرة لإنهاء إرث مؤسسة الجيش التركي ومستقبلها، وإخضاعها لسلطة «العدالة والتنمية»

بعد سلسلة من الاعتقالات والإقالات التي أفسحت مجالاً لترقية ضباط جدد موالين لنهج «حزب العدالة والتنمية» مكان داعمي «الانقلابيين»، تضع الحكومة التركية اليوم يدها على كامل المسؤوليات والقيادات العسكرية، عبر مرسوم جديد ــ صدر بموجب حالة الطوارئ المفروضة ــ ينسف هيكلية الجيش التركي ويحيّد العسكريين بالكامل عن حكم أنفسهم.

المرسوم الذي وصفته وسائل الإعلام الموالية للرئيس رجب طيب اردوغان بـ«التاريخي»، كانت أبرز نقاطه توسيع مجلس الشورى العسكري الأعلى، ليضم إضافة إلى رئيس مجلس الوزراء كلاً من نائبه ووزراء الخارجية والعدل والداخلية، في حين سيتم استثناء عدد من الضباط من جلسات المجلس. كذلك، أقرّ إلحاق قيادات القوات البرية والبحرية والجوية بوزارة الدفاع، بعدما كانت تتبع رئاسة هيئة الأركان، مخوّلاً رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء «الحصول على معلومات تتعلق مباشرة بقيادة القوات المسلحة، ومدى ولائهم... وتوجيه أوامر مباشرة لقادة القوات»، وموضحاً أن على «القادة تنفيذ تلك الأوامر مباشرة من دون الحصول على موافقة من أي سلطة أخرى».


يلتقي يلدريم رئيس
هيئة الأركان
الأميركية في أنقرة


كذلك، تضمن المرسوم إغلاق الأكاديميات الحربية والثانويات العسكرية ومدارس إعداد صف الضباط، ليحل بدلاً منها «جامعة الدفاع الوطني» التي ستخضع لإشراف وزارة الدفاع، وتتألف من معاهد للتعليم العالي، وتخريج ضباط ركن، إضافة إلى أكاديميات حربية وبحرية ومدارس إعداد ضباط صف. ونص على «اختيار رئيس الجامعة من قبل رئيس الجمهورية، من بين 3 مرشحين يقترحهم وزير الدفاع ويوافق عليهم رئيس الوزراء، وتعيين 4 مساعدين له كحد أقصى، يختارهم وزير الدفاع». كما تم إتباع أكاديمية أنقرة العسكرية الطبية وجميع المشافي العسكرية لوزارة الصحة. وتضمن المرسوم فصل 1389 عسكرياً من القوات المسلحة، بتهمة الانتماء إلى «منظمة فتح الله غولن» أو الارتباط بها، من بينهم المستشار العسكري للرئيس التركي، ومساعد رئيس هيئة الأركان، ومدير مكتب وزير الدفاع.
وتأتي القرارات التركية غير المسبوقة بالتوازي مع لقاء مرتقب، اليوم، بين رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، ورئيس هيئة الأركان الأميركية، جوزف دانفورد. ونقلت وسائل إعلام تركية أن الأخير سيقابل أيضاً نظيره التركي خلوصي أكار، بعد زيارة أجراها أمس لقاعدة انجرليك الجوية، التي شهدت إجراءات أمنية مشددة قبيل الزيارة، ما دفع إلى انتشار عدد من الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تفيد بتخوف السلطات التركية، من «محاولة انقلاب جديدة»، في ضوء تظاهرات شهدها الأسبوع الماضي، تندد بالوجود الأميركي في انجرليك، بدعوة من مناصري «حزب السعادة».
وتأتي زيارة دانفورد، عقب توتر بين أنقرة وواشنطن على خلفية تصريحات مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، جيمس كلابر، وقائد عمليات المنطقة الأميركية الوسطى، الجنرال جوزف فوتيل، خلال ندوة في «منتدى أسبن» الأمني، أعربا فيها عن قلقهما من «اعتقال عدد من كبار الضباط الأتراك ممن تجمعنا علاقة طيبة بهم». التصريحات الأميركية دفعت بأردوغان إلى الهجوم على الجنرال فوتيل، في كلمة ألقاها من مقر رئاسة القوات الخاصة الذي تعرض للقصف يوم الانقلاب، قائلاً إن «تطهير قواتنا من الانقلابيين أزعج الجيش والاستخبارات الأميركية»، وتابع في إشارة إلى الجنرال فوتيل، إن «على الإنسان أن يخجل قليلاً... من أنت؟ عليك قبل كل شيء أن تعرف حدودك وتعرف نفسك»، داعياً إياه إلى «تقديم الشكر باسم الديموقراطية، لهذه الدولة التي تمكنت من دحر الانقلابيين... ولا سيما أنَّ متزعم الانقلاب مقيم في بلدك، ويتلقى الدعم منكم». وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أوضحت أن تصريح فوتيل كان يدور حول تأثير التغييرات الحاصلة في الجيش على العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأميركية بالتعاون والتنسيق مع الجيش التركي. ونفى فوتيل من جهته، في بيان مكتوب وجود علاقة تجمعه مع الضباط المتورطين في محاولة الانقلاب، موضحاً أن «تركيا كانت ولا تزال، شريكاً غير اعتيادي وحيوي في المنطقة».

  • إلحاق قيادات القوات البرية والبحرية والجوية بوزارة الدفاع

    إلحاق قيادات القوات البرية والبحرية والجوية بوزارة الدفاع (أ ف ب )

0 تعليق

التعليقات