انتقد رئيس الجمهورية الفرنسي، فرانسوا هولاند، وزير الاقتصاد، إيمانويل ماكرون، بعد اجتماع حركة «إلى الأمام!» التي أسسها الأخير والتي انتقدت بشدة داخل الحكومة الفرنسية.وفي مقابلته التقليدية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، أمس، قال هولاند إن على إيمانويل ماكرون «احترام قواعد الحكومة» والتي هي «التضامن وروح الفريق والدفاع عن برنامجها وإعطاؤها وقتا كاملاً». وأضاف متوجهاً إلى ماكرون إن «المقصود باحترام القواعد يعني البقاء في الحكومة، وعدم احترام هذه القواعد يعني مغادرة الحكومة. العلم أصبح عند الجميع الآن».
وكان هذا أول تعليق يدلي به رئيس الجمهورية عن حركة ماكرون التي عقدت اجتماعها الأول يوم الثلاثاء، فيما كان رئيس الحكومة، مانويل فالس، قد انتقد ماكرون، أول من أمس، قائلاً إنه «استسلم لإغراءات الشعبوية». وكان ماكرون قد قال، أول من أمس، إن «هذه الحركة لن يوقفها شيء... سنستمر حتى عام 2017 وحتى النصر!»، من دون أن يؤكد أو ينفي ترشحه لمنصب الرئاسة.
وفي ما يتعلق بالأمن، قال الرئيس الفرنسي إن بلاده لن تمدد إلى ما بعد 26 تموز حالة الطوارئ التي أعلنت في تشرين الثاني العام الماضي، إثر الهجمات الإرهابية. وأوضح هولاند: «لا يمكننا تمديد حالة الطوارئ إلى ما لا نهاية. لن يكون هذا منطقياً. هذا يعني أننا لم نعد جمهورية يطبق فيها حكم القانون في جميع الظروف». يشار إلى أن فرنسا مددت مرتين حالة الطوارئ التي تمنح الشرطة صلاحيات اعتقال إضافية وتشمل إجراءات أمنية أخرى.
أما عن العمليات الخارجية، فقد ذكّر هولاند بأن فرنسا ستزيد من تدخلها في العراق «ليستعيد العراقيون الموصل» وذلك عبر تعيين «مستشارين عسكريين فرنسيين».
وحول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رأى هولاند أنه يجب «احترام خيار البريطانيين بمغادرة الاتحاد الأوروبي»، مشدداً على ضرورة بناء أوروبا «تحمي» حدودها وشركاتها. وأكد هولاند أيضاً أن فرنسا تسير «نحو الأفضل» اقتصادياً، على الرغم من أن «الوضع هش نظراً إلى الأحداث الخارجية. البريكست كان له بعض التأثيرات». ومدافعاً عن سياساته الاقتصادية، قال هولاند إنه سيترك «الوضع (الاقتصادي) بعجز أقل وضريبة أقل على الأسر والشركات. لقد تمكنت من تحسين الوضع الاقتصادي بحيث سيكون أفضل في عام 2017 مما كان عليه في عام 2012». وتابع هولاند الدفاع عن تعديلات قانون العمل، المرفوضة نقابياً والتي أثارت انقسامات في «الحزب الاشتراكي»، مؤكداً أن هذا القانون «سيكون جيداً للبلاد ويتلاءم مع قيمه».
واحتفلت فرنسا، أمس، بعيدها الوطني المعروف بـ«يوم الباستيل» بموكب تقليدي عبر الشانزيليزيه في باريس، بحضور الرئيس فرانسوا هولاند، وشخصيات مهمة أخرى، وبحضور رئيس وزراء نيوزيلندا، جون كاي، ووزير الخارجية الأميركي، جون كيري، كضيفي شرف.
(الأخبار، رويترز)