استبق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، قرار الاتحاد الأوروبي المتوقع خلال أقل من شهر لتجديد العقوبات على موسكو، فحلّ ضيفاً على اليونان في زيارة تستمر يومين، هي الأولى منذ عام 2007. وتأتي زيارة بوتين في إطار السنة الروسية ــ اليونانية التي ينظمها البلدان لمناسبة الاحتفالات بالذكرى الألف للوجود الروسي في منطقة جبل اثوس النسكية في شمال اليونان، وهي من أهم المواقع الدينية الأرثوذكسية المشتركة بين البلدين.
يتعين على بروكسل أن تقرر في نهاية حزيران بشأن تمديد العقوبات
وفي مقابلة نشرتها صحيفة "كاثيميريني" اليومية اليونانية، أول من أمس، لعب بوتين لعبة اليد الممدودة إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن الأخير يحتاج إلى روسيا لكي يحافظ على ثقله في الساحة الدولية. وقال بوتين: "لا يمكن القارة العجوز أن تحظى بموقع قوي في الواقع الدولي الجديد، إلا من خلال الجمع بين قدرات كل البلدان الأوروبية، بما فيها روسيا"، مشيراً إلى أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا "لا تواجه مشكلات عصية عن الحل".
وكان الرئيس الروسي قد سافر إلى باريس في أواخر عام 2015 للمشاركة في مؤتمر "كوب 21"، لكن زيارته الحالية لأثينا هي أول زيارة ثنائية لبلد في الاتحاد الأوروبي منذ زيارته المجر في شباط 2015. وتأتي هذه الزيارة في وقت لا تزال فيه العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي متوترة منذ بدء النزاع في أوكرانيا عام 2014 وإقدام الاتحاد على فرض عقوبات تجارية على موسكو لا تزال سارية، فيما فرضت روسيا حظراً على المنتجات الغذائية الأوروبية، رداً على ذلك. وتوعدت موسكو الاتحاد الأوروبي، أمس، بتمديد الحظر المفروض على مواده الغذائية حتى نهاية عام 2017 ما يؤثر كثيراً في المزارعين الأوروبيين. فيما يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يقرر في نهاية شهر حزيران المقبل بشأن تمديد عقوباته التي تؤثر في قطاعات المصارف والطاقة والدفاع الروسية.
وفي السياق، أقرّ وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، بأن تجديد العقوبات سيكون "أكثر صعوبة" هذا العام بسبب "مقاومة متصاعدة" من جانب بعض الدول، في وقت أبدت فيه كل من إيطاليا والمجر تحفظات على هذه العقوبات.
(الأخبار، أ ف ب)