شكوك حول قرض سعودي لـ«القصر العيني»

  • 0
  • ض
  • ض

القاهرة ــ الأخبار | لم يكن القرض السعودي الميسَّر، بقيمة 120 مليون دولار لمستشفى «القصر العيني التعليمي» التابع لجامعة القاهرة، والمعلن في الشهر الماضي، مجانياً، فتفاصيل الخطة التي أعلنتها إدارة كلية الطب القائمة على إدارة المستشفى للتطوير، أكدت بوضوح وجود مخطط لخصخصة المستشفى، الذي يخدم نحو مليوني مريض غالبيتهم من الفقراء والمحدودي الدخل الذين يعالجون بأسعار رمزية، ضمن الأقسام الاقتصادية في المستشفى، بعدما أسس أحدث مبانيه قبل نحو ثلاثة عقود بمنحة فرنسية.

ووفق «مخطط 2020»، الذي أعلنته إدارة المستشفى بعد القرض السعودي الميسَّر (دفع ذلك الجامعة إلى منح الملك سلمان خلال زيارته الأخيرة للقاهرة الدكتوراه الفخرية)، فإن الإدارة تسعى الآن إلى إيجاد ملاك جدد من خارج الجهات الحكومية، مع تحقيق عائد ربحي، بالإضافة إلى الاهتمام بزيادة المرضى المدرّين للدخل. تطوراتٌ دفعت «نقابة الأطباء» إلى مخاطبة إدارة المستشفى لمعرفة تفاصيل هذه النقاط، التي جاءت في الخطة، ولا سيما أن المستشفى من أهم وأكبر المجمعات الطبية الجامعية في المنطقة.
ويشير ذلك المخطط إلى أن عملية التطوير ستزيد المرضى المدرّين للدخل من غير الفقراء، كما يلفت إلى أن التطوير الذي اكتمل يعني أن المستشفى لن يستفيد منه محدودو الدخل، الذين يملؤون الأقسام بالآلاف يومياً، في وقت يتجاهل فيه عميد كلية الطب، فتحي خضير، الرد على مخاطبة «نقابة الأطباء».
ويخشى الأطباء من عجز المستشفى عن تسديد قيمة القرض للرياض، ما سيدخل الأخيرة لاحقاً كشريك في الإدارة، علماً بأن المسؤولين عن المستشفى لم يحددوا بعد آلية السداد أو مصادره، كذلك فإن المستشفيات الجامعية المصرية لا تحقق عائداً يذكر نظراً إلى تقديم خدماتها بأسعار مدعومة في غالبية أقسامها، بجانب أنها تشتري معدات كثيرة نظراً إلى وجود أعداد كبيرة من المرضى.
تخوفات الأطباء تتزامن مع استثمارات خليجية في مجال الصحة خلال الشهور الماضية تثير هي الأخرى مخاوف من تغلغل رأس المال الخليجي في هذا القطاع الحساس، وهو ما يزيد عليه مشروع قانون «التأمين الصحي الشامل» الذي تعده الحكومة حالياً ويتوقع أن يعزز دور القطاع الخاص في تقديم خدمات الرعاية الصحية.
يشار إلى أن شركة «أبراج» الإماراتية اشترت مجموعة من أكبر المستشفيات الاستثمارية في القاهرة خلال الأعوام الماضية، كذلك أعلنت المجموعة المالية «هيرمس»، التي يمتلكها عدد من رجال الأعمال، إنشاء صندوق استثمار مباشر في القطاع الطبي برأسمال لم يكشف عنه حتى الآن، فماذا ينتظر المصريين في علاجهم، بعد الغلاء الفاحش في كل شيء؟

0 تعليق

التعليقات