وفقاً لما صرّح به أمس مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، دانييل راسيل، الذي يزور عاصمة فيتنام هانوي، فإن مباحثات أوباما خلال زيارته الرسمية المُزمعة ستُركّز على الوضع المتوتر في بحر الصين الجنوبي. وتسعّر الولايات المتحدة النزاع بين الصين وعدد من دول المنطقة على السيادة على أجزاء من هذا البحر، بما في ذلك جزر ومعابر استراتيجية وثروات طبيعية كامنة.
وأفاد راسل أن أوباما سيبحث في هانوي كذلك التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتفعيل اتفاقية «الشراكة عبر المحيط الهادئ»، إضافة إلى التعاون في مجال التعليم. ويُذكر في هذا الصدد أن فيتنام تحتل المركز الأول بين دول جنوب شرق آسيا والمركز التاسع في العالم من حيث عدد الطلاب الذين يتعلمون في الولايات المتحدة.
بكين: البحرية الأميركية تهدد سيادة وأمن الصين

لكن البند الأكثر حساسية وخطورة على جدول أعمال الرئيس الأميركي سيكون مسألة رفع الحظر على بيع الأسلحة لفيتنام، علماً أن واشنطن سبق أن رفعت جزئياً، عام 2014، هذا الحظر. لكن ثمة رغبة معلنة لدى هانوي، وأخرى عبّر عنها مسؤولون في واشنطن، برفع كامل لهذا الحظر، وذلك لدفع فيتنام إلى الصدام مع الصين بحر الصين الجنوبي. وقال راسل في هذا الخصوص إن حل هذا الملف ما زال بعيدا، مبرراً ذلك بأن «أحد العوامل المهمة لرفع محتمل للحظر هو احترام (هانوي) المعايير العالمية لحقوق الانسان»، مشيراً أيضاً إلى ضرورة «إصلاح» النظام القضائي.
ويدور الجدل داخل الإدارة الأميركية حول هذا الشأن. فمن ناحية، يقول بعض المساعدين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية إن من السابق لأوانه رفع الحظر تماماً، قبل أن تحرز فيتنام مزيدا من التقدم في مجال حقوق الإنسان. لكن مصادر على دراية بالمناقشات تشير إلى أن مسؤولين آخرين، العديد منهم في وزارة الدفاع الأميركية، يرون أن تعزيز قدرة فيتنام على التصدي للصين الصاعدة يجب أن يصبح أولوية، رغم أن قراراً كهذا سيثير غضب الصين التي دانت قرار أوباما رفع حظر الأسلحة جزئيا في ،2014 ووصفته بأنه تدخل في ميزان القوة بالمنطقة.
أما ذريعة «سجل فيتنام في حقوق الإنسان»، فيعزوها مراقبون إلى رغبة واشنطن بالمزيد من النفوذ، أو حتى السيطرة الكاملة، على هانوي، حيث لا تزال هناك شكوك بين من تصفهم واشنطن بالمحافظين في الحزب الشيوعي الحاكم هناك بأن الإدارة الأميركية تريد تقويض النظام في البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن باراك أوباما سيكون الرئيس الأمريكي الثالث الذي يزور فيتنام بعد تطبيع العلاقات بين البلدين في عام 1995. وأصبحت الولايات المتحدة في هذه الفترة من أكبر الشركاء التجاريين لفيتنام، وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من ملياري دولار في عام 2001، إلى ما يقارب 40 مليار دولار في عام 2015 الماضي.
وفي السياق نفسه، أعلن أمس متحدث باسم البنتاغون أن سفينة حربية أميركية أبحرت قرب جزيرة اصطناعية متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، الأمر الذي أثار غضب بكين، التي شجبت هذا الإجراء وقالت إنه غير قانوني ويمثل تهديداً للأمن والاستقرار. وقال المتحدث إن السفينة أبحرت في نطاق 12 ميلا بحريا حول جزيرة «فايري كروس» التي تسيطر عليها الصين، بهدف تأكيد حرية الملاحة «وتحدي المطالب البحرية المبالغ فيها من جانب» الصين في بحر الصين الجنوبي.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ، إن السفينة الحربية الأميركية دخلت المياه الصينية بشكل غير مشروع، وجرى تعقبها وتحذيرها، مضيفاً أن «هذا التصرف من الجانب الأميركي هدد سيادة وأمن الصين، وعرّض للخطر العاملين والمنشآت في الجزيرة، وألحق أضرارا بالسلام والاستقرار بالمنطقة».

(الأخبار، تاس، رويترز، أ ف ب)