تتواصل مساعي القيادة السياسية في كل من الهند وباكستان لاحتواء تداعيات العمليات الأمنية التي تهدف، بحسب مراقبين، إلى تقويض مسار التقارب بين البلدين، الذي أعطته دفعاً قوياً زيارة رئيس وزراء الهند لباكستان قبل أيام.
بعد العملية غير المسبوقة التي استهدفت السبت الماضي قاعدة باثانكوت الجوية الهندية، والتي «تقع على باب» إقليم كاشمير المتنازع عليه بين الدولتين الجارتين، وقع انفجار أمس في حي بمدينة جلال آباد، شرق أفغانستان، حيث تقع القنصلية الهندية، دون أن يوقع إصابات. كذلك أعلنت القوات الافغانية أنها أنهت، مساء الأول من أمس، سيطرة مسلحين على مبنى قريب من القنصلية الهندية في مزار الشريف، شمال البلاد.
الاستخبارات والجيش الباكستانيان يخرّبان المناخ الإيجابي

وحضّ أمس رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، نظيره الباكستاني، نواز شريف على التحرك بشكل «حازم وفوري» ضد المسؤولين عن هجوم باثانكوت، الذي جاء بعد نحو 10 أيام من زيارة مفاجئة قام بها مودي لباكستان، حيث أجرى محادثات مع شريف، ما عزز آمال البعض في تحسين العلاقات بين البلدين، الذين سيصبحان عضوين كاملين في منظمة شانغهاي للتعاون الأمني، فيما أغضب ذلك البعض الآخر، ولا سيما الاستخبارات العامة الباكستانية، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بحسب مسؤولين ومراقبين يحمّلون مسؤولية الهجمات للاستخبارات الباكستانية والجيش الباكستاني.
وتشتبه الهند في أن المجموعة التي هاجمت قاعدة باثانكوت تنتمي إلى جماعة «جيش محمد» المتمركزة في باكستان، المسؤولة عن هجوم في كانون الأول 2001 على البرلمان الهندي، أدى إلى تصعيد عسكري على الحدود بين الهند وباكستان. وقال مودي أمس في بيان، بعد تلقيه اتصالاً هاتفياً من شريف، إنه «شدد بقوة على ضرورة أن تقوم باكستان بتحرك قوي وفوري ضد المنظمات والأشخاص المسؤولين عن الهجوم الإرهابي في بتنخوت». وردّ شريف، بحسب البيان الهندي، بأن «معلومات محددة وملموسة تلقتها باكستان في هذا الصدد»، مؤكداً أن الحكومة الباكستانية «ستتحرك في شكل سريع وحاسم ضد الإرهابيين». وأعلنت الحكومة الباكستانية في بيان أن «تحدي الإرهاب يتطلب تعزيز عزمنا على تبني نهج يقوم على التعاون».
وكان نائب رئيس وزراء إقليم جامو وكاشمير، نيرمال سينغ، قد حمّل الأحد الماضي الاستخبارات العامة والجيش الباكستانيين مسؤولية الهجوم غير المسبوق على قاعدة باثانكوت الجوية، الذي قُتل فيه على الأقل 7 من عناصر الجيش الهندي، قائلاً لصحيفة «ذا هيندو» إن «الاستخبارات العامة والجيش الباكستانيين والجماعات الانفصالية (التابعة للأخيرين) تقوّض الجو (الإيجابي) بالكامل»، الناتج من زيارة مودي لباكستان. وفي اليوم نفسه، نقلت صحيفة «تايمز أوف إنديا» عمّا وصفته بـ«شريحة من المستوى الأعلى من المؤسسة الأمنية الهندية» أن هجوم باثانكوت «خطط له المقر العام للجيش الباكستاني»، الممتعض من الأثر الإيجابي لزيارة مودي و«الحرارة» التي استقبله بها شريف.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)