منذ إعلانها رسمياً نيّتها خوض السباق الرئاسي المقبل نحو المكتب البيضاوي عام 2016، برز سؤال ملحّ يتعلّق بهيلاري كلينتون (1947 ــ الصورة): رسمياً، ماذا سيُطلَق على زوجها إذا أصبحت السيّد الخامس والأربعين للبيت الأبيض؟ الموقف جديد من نوعه في الحياة السياسيّة الأميركيّة. بالتأكيد، لا يمكن أن نقول: «السيّدة الأولى» بيل كلينتون، خصوصاً أنّه كان رئيساً بدوره بين عامي 1993 و2001.
منذ عهد روزفلت، أُطلق اللقب على زوجته «إليانور»، مع فريق مستقل ومكتب في البيت الأبيض يحمل على بابه لافتة «السيّدة الأولى». بشكل غير رسمي، تعود التسمية إلى «مارتا واشنطن»، زوجة جورج، ما يعني أنّه بروتوكول قديم من عمر الدستور الأميركي. بيل كلينتون ليس غريباً عن الهوس النسائي. فضحيته الشهيرة مع المتدرّبة مونيكا لوينسكي، وشائعات هنا وهناك تثبت وجود «نساء في عقل الرئيس». لذلك، قد تكون صفة «رجل المرأة الأوّل» أكثر ملاءمةً، ولكنّها لن تُعجب وزيرة الخارجية السابقة بالتأكيد. «الجنتلمان الأوّل» قد يكون اللقب الأنسب. هذا مختلف عن «الرجل الأوّل» (First Bloke) الذي أُطلق على تيم ماتيسون، زوج رئيسة الوزراء الأوسترالية جوليا غيلارد. بيل كلينتون قد يُصبح أفضل «سيّدة أولى» في تاريخ أميركا، إذا ما اكتملت الفرحة.
ببساطة، يعرف الرجل عن الرئاسة أكثر من «الرئيسة» نفسها. لكن ماذا عمّن سبق بيل إلى هذا العالم؟ ماتيسون مصفّف شعر محترف. بالنسبة إلى الأوستراليين، هذا ليس عملاً «لائقاً» برجل مثله. الأقاويل وصلت إلى حد سؤال غيلارد على الهواء مباشرةً: «هل زوجك مثلي الجنس؟». غمز مماثل طاول البريطاني ستيفن كينوك، زوج هيلي ثونينغ شميدت التي أصبحت أوّل رئيسة وزراء للدانمارك. لم يبقَ الرجل في ظل زوجته، بل سلك دربه الخاص. عمل للمجلس البريطاني، وصار مرشّح حزب العمّال لانتخابات شهر أيّار (مايو) المقبل. لا شكّ في أنّ شائعات كهذه لن تطاول رجلاً بتاريخ «حميمي» مثل بيل كلينتون.
أنجيلا ميركل هي المرأة الأكثر نفوذاً في العالم من دون منازع. المستشارة الألمانية جرّبت أكثر من شريك في تاريخها العاطفي. طلاقها من «ألرايخ ميركل» وقع عام 1982، لكنّها احتفظت باللقب العائلي.
بعده، تزوّجت عالم الكيمياء الكمّية واكيم ساور البعيد عن الأضواء. هذا الهدوء لا يناسب بيل أيضاً. بالعودة إلى الخلف، نجد فيروز غاندي، زوج رئيسة وزراء الهند الراحلة إنديرا غاندي. كان رجلاً قوياً، إلا أنّه توفّي قبل أن تصل إلى رأس السلطة. موريس مايرسون انفصل عن رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مائير من دون طلاق رسمي. لم تكن الحياة العامّة ملائمة لطباعه. دنيس تاتشر، زوج الشهيرة مارغريت، كان بعيداً عن الإعلام أيضاً. هذا لم يمنعه من الإدلاء ببضع كلمات إثر تناول كأسين من الخمر. يًقال إنّه تبنّى آراءً سياسية على يمين زوجته الصارمة، ولكن لا دليل على ذلك.
على مستوى المشاهير، هناك من أعلن دعمه لهيلاري مبكّراً. داستين هوفمان ردّ على سؤال عن احتمال التمثيل معها في فيلم ما: «لا، لأنّها ستكون في المنصب حسب اعتقادي». «أتمنى أن تكون هي»، قالها وارن بافيت لشبكة «سي. أن. أن.» الأميركية. رابع أثرى رجل في العالم، تغنّى بصفات كلينتون ومبادئها، مؤكّداً أنّه «لا أرى أحداً مؤّهلاً أكثر منها». من داعميها المعروفين منذ حملة 2008، نعرف الأوسكاري جاك نيكلسون، والنجمة ناتالي بورتمان، والممثلة سالي فيلد، والمغنية باربرا سترايسند، والإعلامية إيلين دي جينيريس ولاعب كرة السلّة ماجيك جونسون، إضافة إلى الأسطورة البريطاني إلتون جون. لا ريب أنّه سيكون سباقاً صعباً، وجدل المشاهير لن يقلّ سخونةً عن مناظرات السياسة!