يتناول الفيلم الكوميدي The Wedding Ringer للمخرج جيريمي غيرليك قصة رجل وحيد مقبل على الزواج، يستعين بشركة خاصة لتؤمن له رجلاً يلعب دور الإشبين، وستة آخرين لحضور زفافه وتأدية دور الأصدقاء الذين اختلقهم وسبق أن حدّث زوجته المستقبلية عنهم. وقد تكون نقطة انطلاق الشريط مختلفة، إذ أنّ غالبية الأفلام الكوميدية الخفيفة من هذا النوع تتناول تحضيرات الزواج من وجهة نظر نسائية، من اختيار العروس فستان الزفاف ودور وصيفاتها وأمّها، فيما يظهر العريس غالباً كآخر المعنيين بالأمر.
لكن إذا كانت الأفلام الكوميدية عن النساء والأعراس لا تخلو غالباً من السخافة، يقلب The Wedding Ringer المقاييس، مقدّماً كوميديا عن الزفاف من وجهة نظر الرجل، مستعرضاً مواقف من المفترض أنّها مضحكة لكنّها بأفضل الأحوال تسبب صدمة عصبية للمشاهد الذي لا يخلو من العقل لشدّة بلاهتها. وهذا ما يحدث على سبيل المثال حين تحترق الجدة وتتفحّم أثناء العشاء التمهيدي للعرس، أو في دعابة الكلب الذي يرسلونه للعق العريس «دوغ» (الممثل جوش غاد) المعصوب العينين أثناء حفلة توديع العزوبية. ولأنّ كل ذلك يكفي لإضحاكنا، يتوفى الكلب مطبقاً فكّه على عضو «دوغ» الذكري، في واحد من المشاهد المستهلكة والمكرّرة في الكوميديا الأميركية المراهقة.
لكن ومن باب إنصاف الفيلم، هناك مشهد أو اثنان قد يتّسمان ببعض الطرافة المحتملة. الأوّل عندما تصرّ «غريتشن» (الممثلة كالي كوكو) خطيبة «دوغ» على أن تكون أغنية الزفاف هي نفسها التي كانت تمارس الجنس على أنغامها مع حبيبها السابق. أما الثاني فهو حين تكتشف العروس أنّ الاسم العجيب للصديق الوهمي الذي اختلقه زوجها، ويدُعى «بيك» الممثل كيفن هارت، مستوحى من اسم شفرات الحلاقة «بيك»، فيما اسم عائلته «ميتشوم» من العطر الذي يستخدمه «دوغ». وإذا كانت الكليشيهات الكوميدية لا تكفي لإمتاعنا، يتجه الفيلم صوب المشاهد الدرامية. هذه الأخيرة وحدها تبعث على الضحك بطابعها الساذج المبسّط الذي يصوّر علاقة الصداقة التي تنشأ بين «دوغ» والإشبين المستأجر الذي «لا يتورّط عاطفياً مع زبائنه»، على حد قوله. في ما هو أشبه بمحاولة لتصوير العالم الحميمي الرجولي بأسلوب يحاكي رومانسية المسلسلات الملودرامية. لذا، لا يبدو مفاجئاً أن يهجر «دوغ» زوجته في النهاية بعدما يكتشف أنّها لا تحبّه، كما أنّه لا يحبهّا بدوره، قبل أن يذهب إلى شهر العسل برفقة إشبينه، توأم روحه الحقيقي، إضافة إلى ما تبقّى من أصدقائه المستأجرين، وحفنة من النساء المثيرات بطبيعة الحال.
وتجلس في حضن «دوغ» الحسناء «ناديا» (الممثلة نيكي ويلن) كتعويض عن تجربته السابقة المحزنة مع الكلب! لكن ما يبعث على الحيرة فعلاً هو سماع قهقهات الجمهور في الصالة المعتمة أثناء العرض الأوّل للفيلم، الأمر الذي يفرض سؤالاً عن هواة هذا النوع من الكوميديا. قد يتوقع المرء أن تكون غالبية هؤلاء من المراهقين الذين قد تضحكهم هذه المواقف لارتباطها بالجنس. غير أنّ المفاجأة التي ظهرت بعد انتهاء الفيلم وعودة الأضواء هي أنّ معظم الحاضرين من الراشدين، على الأقل عمرياً، ما يستوجب كما الفيلم قول: لا تعليق!

* صالات «غراند سينما» (01/209109)، «أمبير» (1269)، «بلانيت» (01/292192)، «سينما سيتي» (01/995195)