بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام، يعود مهرجان «أرصفة زقاق» في دورته الرابعة في برنامج أدائي فني متعدد الاختصاصات والأجيال. تدعو الفرقة المسرحيّة اللبنانيّة العاملين في مجال الفن وهواته، إلى التفاعل مع العروض المقدمة، رغم الأزمة المعيشية والمالية التي تلقي بثقلها على البلاد، ما ينعكس حكماً على الفنون عامة، خصوصاً المسرح وفضاءاته. طروحات فنيّة تشمل عروضاً مسرحيّة وأدائيّة، وأعمالاً تجهيزيّة تفاعليّة، وقراءات، ولقاءات وأمسيات موسيقية، يجمعهم المهرجان الذي افتتح أمس الخميس، ليستمرّ حتى الرابع من كانون الأوّل (ديسمبر) في فضاءات عدّة في بيروت.انطلق «أرصفة زقاق» فعليّاً عام 2013 لكن بصيغة مختلفة، إذ كان يمتد على مدار السنة. في كلّ شهر، كانت الفرقة تستضيف فنانين من أنحاء العالم ليقدموا أعمالهم المسرحيّة ويناقشوها. أمّا الصيغة التي تقدم حالياً، فقد بدأت منذ عام 2016 ودورتها الثالثة والأخيرة قدمت عام 2018، لتغيب ثلاث سنوات بسبب الكوفيد والضرر الذي ألحق باستديو «زقاق» جراء انفجار الرابع من آب (أغسطس) 2020.
تقوم فكرة المهرجان الأساسيّة هذا العام على الجمع بين الأجيال المسرحيّة ودعم الفنانين الناشئين. «ما يميّز الدورة الرابعة أنّه نسخة محليّة بحت» تقول مايا زبيب المديرة الفنيّة والعضو المؤسس في فرقة «زقاق». فالمهرجان بنسخه السابقة، كان يتضمن عروضاً لفنانين من دول مختلفة ومتعددة. أمّا هذا العام، فكان التركيز على أن يكون هذا المهرجان لبنانياً مخصّصاً للجمهور المحلّي، حيث «سيشارك فنانون شكّلوا مصدر إلهام لنا قبل عشرين عاماً يوم قررنا إنشاء فرقتنا. يعود هؤلاء مكلّفين بأعمال جديدة وأخرى كلاسيكية ما زالت مفضلة لدى كثيرين».
افتتح المهرجان أمس بلقاء جمع روجيه عسّاف وإلياس خوري، لقراءة النصّ المسرحي «مذكرات أيّوب»، وهي إحدى أهم مسرحيّات «الحكواتي» الذي أسّسه روجيه عسّاف مع مجموعة من الفنانين المسرحيّين. قامت مسيرة عساف على طرح قضايا وطنية ومجتمعية وسياسية ضمن إطار مسرحي شعبي، فأسّس عدداً من الحركات المسرحية منذ الستينيات بدءاً بـ «محترف بيروت للمسرح» مع نضال الأشقر وبمشاركة مجموعة من روّاد الفن الرابع، ثم كانت محطّته الثانية مع «مسرح الحكواتي»، الذي جاء نتيجة بحث عن مسرح بديل وانطلق في أوساط شعبية مختلفة. يقارب «مذكرات أيّوب» قضية 20 ألف مخطوف ومخفي خلال الحرب الأهليّة اللبنانية.
يتضمن «أرصفة زقاق» أيضاً عروضاً لمخرجين معروفين كلينا أبيض في «نوال» (25/11 ــ مسرح زقاق)، وعصام بو خالد في «ريحة العنبر» (27/11 ـ زقاق)، وهاشم عدنان في «الثقب الأسود»، (26/11 ـ مانشن)، ويارا بونصار («غداً أجمل يوم في حياتي» ـ 30/11 ــ زقاق) وكريم دكروب في عمل مسرحي للأطفال («يا قمر ضوّي عالناس» ـ 2/12 ــ زقاق)، وبول مطر سيقدم أيضاً عرضاً مسرحيّاً للأطفال بعنوان «رحلة المنام في عالم الحيوان» (3/12 ـ زقاق). كما ستعرض أعمال جاءت ثمرة «زقاق للإرشاد الفنّي» الذي هو برنامج يتابع أعمال الفنانين الناشئين بإرشاد أفراد من فرقة «زقاق». انطلاقاً من الأعمال المكتملة أو قيد التطوير التي أشرف عليها البرنامج، ستعرض مسرحية «غرباء في سرير» (كتابة وإخراج حسن اللحام ـــ 29/11 ـ زقاق)، و«كوكتيل شقف بلا معنى» (كتابة وإخراج جنى بومطر ـــ 28/11 ـ زقاق)، و«هرب» (كتابة وإخراج وتمثيل كاتي يونس وكريم شبلي ــــ 2/12 ــ Mkalles Warehouse)، إضافةً إلى أعمال مسرحيّة أخرى. من الأعمال الراقصة المشاركة عرض «نوم الغزلان» لعلي شحرور (12/3 - «مسرح المدينة») و«وادي النوم» ليارا بستاني (27/11 ــ المدينة)، و«كيان» لكريستيل سالم (3/12 ـ زقاق). وتتعاون الفرقة هذا العام مع فرق وأسماء موسيقيّة معروفة لإحياء الحفلات في ليالي المهرجان مثل جواد نوفل وشربل الهبر (1/12 ــ زقاق) وانطوني صهيون وجاد عطوي وريان (3/12 ـ Mkalles Warehouse)، وشريف صحناوي (25/11 ــ Mkalles Warehouse) وزياد مكرزل للختام (4/12 ـ زقاق) في خليط يقدّم الموسيقى التجريبية الحرة والهيفي ميتال والديث ميتال والروك.
بالإضافة إلى «استديو زقاق»، ستتوزّع العروض على «مسرح المدينة» (الحمرا)، و«ستايشن» (جسر الواطي)، و«مركز بيروت للفن» (جسر الواطي)، و«مكلّس ويرهاوس»، بالإضافة إلى عروض شارع ستقام في مقابل «استديو زقاق» في يوم اختتام المهرجان. هكذا، يمدّ المهرجان هذا العام جسراً بين الجيل القديم والصاعد في الفنون المشهدية والأدائية، إلى جانب تخصيص مساحة للأطفال،

* الدورة الرابعة من «أرصفة زقاق»: حتّى الرابع من كانون الأوّل (ديسمبر). فضاءات متعددة في بيروت. للاستعلام: www.zoukak.org أو 70324912 للحجز: www.ihjoz.com

من البرنامج

«لماذا لست محظوظاً؟» – عبد الرحيم العوجي
11/25 س: 18:00 – «استديو زقاق»



«لماذا لست محظوظاً» عرض حكواتي ميثولوجي، كتابة وأداء عبد الرحيم العوجي. ينطلق بأبحاثه حول الأساطير الإغريقية والسومريّة وغيرها، ليأخذ المشاهد في رحلة تاريخيّة انطلاقاً من فرضية أنّ صاحب برج الجدي ليس محظوظاً نتيجة تدخل الكواكب والمخلوقات الأسطورية.

«عدس بشومر» - هبة نجم
11/28 - س: 14:00 - «ستايشين»



عرض مسرحي تذوقي، يعد أوّل عرض من سلسلة العروض التذوقيّة التي تعمل عليها نجم. هذه السلسلة تعمل على إعادة إحياء مأكولات منسيّة يعود أصلها إلى المناطق الريفيّة اللبنانيّة. «عدس بشومر» طبق من قرية الخيام (جنوب لبنان) مسقط رأس جدتها، تقدمها للجمهور خلال العرض، مشاركةً ذكرياتها مع العائلة وعلاقتها بنبتة الشومر.

«من قتل يوسف بيدس؟» - كريستيل خضر
11/27 - س: 14:00 باللّغة العربيّة، س: 16:00 باللّغة الإنكليزيّة - «مركز بيروت للفن»



تقدّم المخرجة كريستيل خضر عرضاً تجهيزياً تفاعلياً يشكّك في الحركة التوسعيّة للنيوليبرالية من خلال مقاربتها بدورات علاقات الحب الفاشلة. تمنح الفرصة للجمهور المتفاعل بتداول السندات مع الغرباء حول طاولة اجتماعات كبيرة لمساعدة الراوية المجهولة الهوية في التنقل بين الحب والعلاقات. كما أنها تعكس من خلال هذا العمل، الطبيعة الدورية للانهيار الاقتصادي اليوم، من خلال اتخاذ ظروف انهيار «بنك انترا» في عام 1966 كنقطة انطلاق.

«كوكتيل شقف بلا معنى» - جنى بو مطر
11/28 - س: 20:30 - «استديو زقاق»



عمل مسرحي كتابة وإخراج جنى بو مطر من تمثيل أنطونيلا رزق، فرح كردي وجو رميا. قصة شخصيّات ثلاث في قبضة الزمن والأيديولوجيا والجنس والموت والوهم والحقيقة، محاولين الإمساك بالـ «هنا والآن» اللذين يفلتا منهم باستمرار. يتوقون إلى أن يكونوا بعضهم البعض وأن يقتلوا بعضهم البعض وأن يختفوا في بعضهم البعض حتّى يصلوا ويفشلوا في خلق أنفسهم خارج حبّهم لبعضهم. من خلال اللقاءات والانفصالات، يرسمون قصص حبّ في الفضاء باعتبارها الطريقة الوحيدة ليكونوا مرئيّين وموجودين لأنفسهم وللآخر والجمهور.

«غرباء في سرير» - حسن اللحام
11/29 - س: 18:00 - «استديو زقاق»



عمل مسرحي قيد التطوير، كتابة وإخراج حسن اللحام من تمثيل خليل الحاج علي، فرح كردي، حسين العبدالله، رشيد حنينة، رجانا فيدا وفاطمة مروة. تهدف هذه التجربة إلى اكتشاف العلاقة الملموسة بين الزمن والوقت من خلال علاقات عدة. كما تطرح الإشكالية التي تحاكي حقيقة الوقت والزمن بكونهما مبدأين مختلفين وغير منفصلين. يبحث العرض في معنى الانعزال والعزلة بالنسبة إلى الحب والموت. هل يتأثر الأشخاص ببعضهم بغض النظر عن حاضرهم وما يفعلون؟ أو هل ما نعيشه مجرد موجة عشوائية كبيرة تحملنا ومن تبقّى إلى مصير مجهول.

«كيان» - كريستيل سالم
12/3 - س: 22:00 - «استديو زقاق»



بعد انفجار الرابع من آب، خلقت كريستيل سالم فكرة هذا العرض الذي يتناول الجسد المهدد بالموت كلّ يوم في هذه المدينة. العرض الفردي الراقص تؤديه كريستيل سالم مع الموسيقي خشتور زفريان، يروي قصة جسد منهك وهشّ في محتوى سياسيّ يسكنه ويهدد وجوده كلّ يوم. صلاة للذين رحلوا عن هذا العالم، وللباقين وقد هجرتهم أرواحهم.

«يا قمر ضوّي عالناس» - كريم دكروب
12/2 - س: 17:00 - «استديو زقاق»



عرض دمى مسرحي أخرجه كريم دكروب عام 2015. عرض مخصص للصغار والكبار يعتمد تحريك الدمى ومسرح الظل والفيديو. في قالب شاعري، يروي الذئب قصته مع الصيد كمصدر وفرح له ولأولاده. يذكر تلك الليلة القاتمة حين وقع في فخ نصبه رجال قلبهم حجر وفكرهم ظلام. وسط العتمة واليباس، يرى الذئب نوراً يبهره. إنه الولد ذو اليد الخضراء والقلب الأبيض، والأب الذي يملك بصيرة أوسع من كل ما يراه البشر. مسرحيّة تسلّط الضوء على أزمة الإنسانيّة في قالب شاعري. (سينوغرافيا: وليد دكروب، موسيقى: أحمد قعبور)

«نوم الغزلان» - علي شحرور
12/3 - س: 20:30 - «مسرح المدينة»



«نوم الغزلان» عرض راقص وهو ثالث جزء من ثلاثيّة «الحب» التي بدأها الفنان والكوريغراف اللبناني العمل عليها عام 2019. عرضت لمرة واحدة في لبنان عام 2020، ومن ثمّ انطلقت في جولة حول سويسرا، ألمانيا، بلجيكا وفرنسا وحازت الجائزة الأولى في «مهرجان زيورخ الدولي للمسرح» عام 2022. بعد هذه الجولة، يُعاد تقديم العرض الراقص الذي يتناول قصة تاريخيّة عن حب محرم عاش ومات في بغداد. أداء: علي شحرور وشادي عون، غناء: ليلى شحرور.