منذ انطلاقه قبل نحو ثلاثة عقود، حافظ «أيام قرطاج المسرحيّة» على موعده كأبرز المنصّات المسرحيّة في العالم العربي وأفريقيا. الحدث الذي ظلّ لسنوات يقام كل عامين، تحوّل إلى مهرجان سنوي في عام 2015، بالتزامن مع تطوّر برمجته، وسعيه إلى تعميم حالة المسرح خارج حدود العاصمة التونسية. افتتحت الدورة الحادية والعشرون أخيراً في «مسرح الأوبرا» وسط العاصمة، لتستمرّ حتى 15 كانون الأوّل (ديسمبر) تحت عنوان «عيش الفن وجدّد غرامك». ستستقبل أكثر من مئة عرض مسرحي من أفريقيا والعالم العربي وأوروبا وأميركا اللاتينية، فيما تركّز على الحضارة والثقافة الأفريقية تحديداً من خلال مشاركة عروض من السنغال، وبوركينا فاسو، وساحل العاج. بالإضافة إلى الندوات واللقاءات والعروض المسرحية، تحتفي هذه الدورة بالمسرح التونسي، وبتاريخه خصوصاً، من خلال تكريم أبرز وجوهه الراحلين خلال حفلة الافتتاح أمثال سمير بسباس، وسنية بوقديدة، ومحمد الهادي المرنيصي، والطاهر الشباح، ومحمد قمش، ورجاء بن عمار. كما تكرّم تجارب مسرحية عربية وأفريقية مثل المسرحي اللبناني روجيه عساف، والفنان السوري غسان مسعود والفنانة الفلسطينية الأردنية ماهرة عمران، والبحريني عبد الله السعداوي، والتونسية آمال الهذيلي وآخرين. الخروج من العاصمة، إلى مدن أخرى، يأتي في موازاة نشر المسرحيات وعرضها خارج القاعات والمسارح. ثمّة عروض في الشارع، فيما ستقدّم مجموعة عروض في السجون التونسيّة، والمدارس، وفق ما أكد مدير حاتم دربال خلال المؤتمر الصحافي الشهر الماضي، مشدداً على ضرورة مواصلة تقريب المسرح من التلامذة وطلاب المدارس. ورغم تذكيره بهويّة المهرجان منذ تأسيسه عام 1983، التي تتمثّل بالاهتمام بقضايا «جنوب الجنوب» عبر فتح المنصّة للمسرح العربي والأفريقي، والأميركي اللاتيني، وجنوب آسيا، إلا أن دربال أشار إلى انفتاح المهرجان على التجريب، والأعمال الحديثة، والوجوه الجديدة. تتوزّع العروض على فئات عدّة من بينها العروض الموازية، وعروض الجهات، والمسرح المدرسي، وعروض مسارات، ومسرح الحريّة، بالإضافة إلى المسابقة الرسميّة. تتنافس في المسابقة الرسميّة 14 مسرحية، ستعرض في فضاءي «الريو» و«الفن الرابع» في تونس، وهي: «أمكنة اسماعيل» للمخرج العراقي إبراهيم حنون، ومسرحية «إلى ريا» للمخرج البحريني جمال الغيلان، و «من أين نذهب؟» للسنغالية بيرنجير بروكس، و«كلب الست» للفلسطيني فراس أبو صبّاح، و«الطوق والأسورة» للمصري ناصر عبد المنعم، و«ندبة» للتونسي غازي زغباني، و«تطهير» للتونسي محمد علي سعيد، و«مدق الحناء» للعماني يوسف بلوشي مع فرقته «مزون»، و«بذور الشر» للإماراتي مهند كريم، ومسرحية «سماء أخرى» للمخرج المغربي محمد الحر، ومن ساحل العاج «فتاة الحانة» لـلويس ماركز وسليمان سوو، و«كيميا» للسوري سليم عجاج، و«قلادة الدم» للأردني مجد القصص، و«الوحش» لجاك مارون الذي يمثّل لبنان في المسابقة الرسمية.
تحتفي هذه الدورة بالمسرح التونسي وترفع شعار «عيش الفن وجدّد غرامك»


منذ بداية السنة الحالية، قدّم «الوحش» عشرات المرّات في بيروت، في فضاء The Black Box الذي أطلقه المخرج اللبناني كفضاء بديل في الأشرفية. وكما جرت العادة، اختار المخرج اللبناني نصاً أميركياً معاصراً للكاتب جون باتريك شانلي (1984). العمل الذي تؤديه ببراعة كارول عبود ودوري السمراني، يتتبع الحياة اليومية للثنائي بيرتا وداني، في نصّ واقعي ينتقل بهما من الحانة إلى غرفة النوم التي تصبح مسرحاً لحوار مكثف وصاخب. سيتنافس «الوحش» مع عروض المسابقة الرسمية على ست جوائز هي: جائزة العمل المتكامل، وجائزة أفضل إخراج، وجائزة أفضل كتابة مسرحية، وجائزة يقدّمها مسرح الأوبرا لأفضل سينوغرافيا، فضلاً عن جائزة أفضل ممثلة، وأفضل ممثل ستختارها لجنة تحكيم تضمّ كلاً من التونسي رؤوف بن عمر، والعراقي صلاح القصاب، والمصري جمال ياقوت، والمغربي عبد الواحد ابن ياسر، وكوفي كواولي من ساحل العاج.