قالت شركة آي بي إم إنها أنتجت رُقيقة كمبيوتر «مماثلة لعقل الإنسان» في حجم طابع البريد، يمكنها معالجة كميات هائلة من البيانات من مصادر كثيرة مختلفة، وأطلقت الشركة على هذه الرقيقة اسم True North. ويأتي الإعلان عن الرقيقة الجديدة بعد شهر واحد على كشف الشركة النقاب عن استثمارات قيمتها ثلاثة مليارات دولار ستنفذها على مدار السنوات الخمس المقبلة في أبحاث تطوير الرقائق الإلكترونية لتحقيق اختراق في الصناعة قد يساعد في إحياء وحدتها المتباطئة لتصنيع أجهزة الكمبيوتر.
وقالت آي بي إم إن الرقيقة الجديدة تختلف عن غالبية الرقائق الإلكترونية _ التي تعمل في مسارات محددة مسبقاً _ بقدرتها على معالجة البيانات في الوقت الفعلي والتعامل مع البيانات الملتبسة.
وتعمل بطاقة تعادل الطاقة المستخدمة في سماعة الأذن حيث تستهلك 70 ميللي واط فقط من الطاقة. ويعد تخفيض الطاقة المستخدمة الى هذا المعدل إنجازاً هاماً، بالمقارنة مع الطاقة المستخدمة حالياً في أجهزة الكمبيوتر، حيث يحتاج معالج Intel على سبيل المثال الى ما لا يقل عن 35 _ 140 واط.
وقالت شركة آي بي إم إنها اختارت شركة سامسونغ لتصنيع الرقيقة، وإنها شرعت في البحث عن شركاء استراتيجيين لتصميم تطبيقات ملائمة للتقنية الجديدة. ويعدّ هذا الأمر المؤشر الأقوى على سرعة انتشار هذه التقنية، إذ يشكل نشوء جيل من المبرمجين والمطورين قادر على تصميم برامج موائمة لهذه التقنية الجديدة استحقاقاً بالغ الأهمية.
في المقابل، شكك مدير الأبحاث في شركة فيسبوكYann LeCun في الرقيقة الجديدة، وقال في تعليق نشره حول الموضوع إنه غير مقتنع بأن رقيقة True North سوف تحدث تغييراً جذرياً، وشكك LeCun بقدرة هذه التقنية الجديدة من أن تحتل الصدارة في السباق البحثي المتقدم في علم التكنولوجيا.
وتهدف الرقيقة الجديدة، وهي نتاج أبحاث امتدت لحوالى عشر سنوات، الى تضييق الفجوة بين أجهزة الكمبيوتر الحالية والقدرة المعرفية العالية والاستهلاك المنخفض للطاقة للعقل البشري.
وقال البروفسور راجيت مانوهار بكلية كورنيل للتكنولوجيا في نيويورك، حيث صممت الرقيقة الجديدة، «بعد سنوات من التعاون مع شركة آي بي إم نقترب الآن خطوة أكثر من إنتاج جهاز كمبيوتر مماثل لعقلنا».
وقالت الشركة إن الرقيقة تحتوي على مليون خلية برمجية، وقد تمكن جهاز قياس درجات الحرارة من مسح واستنشاق الإشارات الكيميائية وإعطاء تشخيص أو مساعدة أجهزة الإنسان الآلي (الروبوت) المستخدمة في البحث والإنقاذ على التعرف إلى الضحايا أثناء الكوارث.
(الأخبار)