مع انطلاق قطار الذكاء الاصطناعي، تزداد التطبيقات وحالات التبني له من قبل العديد من الشركات لتحسين منتجاتها وخدماتها. خلال الأسبوع الماضي، أطلقت شركة «OpenAI» ما يطلق عليه «الإضافات» (Plugins) والتي تسمح لروبوت الدردشة الخاص بها الوصول إلى بيانات خارجية ومصادر معرفة أخرى للتفاعل مع الخدمات المختلفة. وفي الوقت نفسه، تخطط «مايكروسوفت» لإطلاق متجر ألعاب للهاتف المحمول، مستفيدة من محتوى شركة «Activision Blizzard» لألعاب الفيديو والتي استحوذت عليها. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت شركة «أدوبي» حزمة «فاير فلاي» (Firefly) التي تعتمد على نماذج وأدوات الذكاء الاصطناعي ويمكنها إنشاء صور وتأثيرات بمجرد طلب المستخدم ما يريده. كذلك، تصدّرت جلسة الاستماع للرئيس التنفيذي لـ«تيك توك»، شو زي تشو، العناوين، خصوصاً بعدما تحوّلت الجلسة إلى مادة للسخرية على منصات التواصل الاجتماعي.
«تيك توك» (TikTok)

خلال جلسة استماع من قبل لجنة مجلس النواب الأميركي للطاقة والتجارة يوم الخميس الماضي، حاول الرئيس التنفيذي ل«تيك توك»، شو زي تشو، تجنب حظر التطبيق في الولايات المتحدة، بسبب مزاعم أن الحزب الشيوعي الصيني قد «يتجسس» على بيانات المستخدمين الأميركيين من خلاله. ومع ذلك، تحولت جلسة الاستماع إلى مادة للسخرية على منصات التواصل الاجتماعي، بعد قيام أعضاء اللجنة بمساءلة تشو عن أمور بديهية مثل: «إذا كان هاتفي موصولاً على شبكة الوايفاي في المنزل هل يستطيع تيك توك الولولج إلى الوايفاي؟». فأجاب تشو: «هكذا تعمل الانترنت». وقضى أعضاء اللجنة وقتاً في مشاركة آرائهم ومقاطعة إجابات تشو، أكثر من محاولة فهم كيفية عمل التطبيق وحماية المستخدمين الأصغر سناً. بالنتيجة، تحولت الجلسة إلى عرض مسرحي، وأعاد شو زي تشو التأكيد أن بيانات الأميركيين موجودة في الولايات المتحدة داخل شركة «أوراكل» الأميركية، وأن التطبيق لم يُقدّم بيانات المستخدمين لأي حكومة.


«أوبن آي أي» (OpenAI)

أطلقت شركة «OpenAI» الأسبوع الماضي، إضافات (Plugins) لنموذج اللغة الكبير «تشات جي بي تي»، والتي تمكّن الروبوت من الوصول إلى قواعد بيانات الجهات الخارجية ومصادر المعرفة الأخرى، بما في ذلك تلك الموجودة على الويب. في البداية، ستوفر الشركة الخدمة إلى مجموعة صغيرة من المستخدمين قبل إطلاقها أمام الجميع. كما لدى «OpenAI» إضافات خاصة بها، مثل مستعرض الويب ومترجم كود برمجي. عملياً، تلك الإضافات هي مثل تطبيقات تم بناؤها فوق الذكاء اصطناعي.

لبدء استخدام الإضافات، يختار المستخدم (Plugin) معيّن لتفعيله عند بدء المحادثة مع «تشات جي بي تي». ويطلب المستخدم مثلاً اقتراح مطعم ممتاز ليوم السبت أو وصفة طعام بسيطة ليوم الأحد تتضمن طعاماً نباتياً. فتقوم تلك الإضافات المتخصصة في مجالات محددة، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتلبية أوامر المستخدم بأفضل شكل ممكن.

وقام عدد من الشركات المعروفة بالفعل بتطوير إضافات لـ«تشات جي بي تي»، بما في ذلك «Expedia» و«FiscalNote» و«Instacart» و«Kayak» و«Klarna» و«Milo» و«OpenTable» و«Shopify» و«Slack» و«Speak»و«Wolfram» و«Zapier». على سبيل المثال، يمكن لـ(Plugin) من «OpenTable» البحث عن الحجوزات المتاحة عبر المطاعم وحجز مكان للمستخدم، بينما يمكن لـ(Plugin) من «Instacart» شراء الحاجات نيابة عن المستخدم من المتاجر المحلية.


«مايكروسوفت» (Microsoft)

تخطط «مايكروسوفت» لدخول سوق ألعاب الهاتف المحمول من خلال إطلاق متجر ألعاب الهاتف المحمول الخاص بها، والذي سيقدم محتوى الألعاب الموجود في «Xbox». وتراهن الشركة على دخول «قانون السوق الرقمية» للاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ قريباً، والذي سيسمح للشركات بتثبيت متاجر تطبيقات خاصة بها ضمن متاجر تطبيقات أجهزة «آبل» و«أندرويد». بمعنى أن أي شركة لديها متجر تطبيقات، يمكن لها وضع المتجر بشكل تطبيق في متجر التطبيقات الخاص بـ«آبل» و«أندرويد» ويمكن للمستخدم حينها أن ينصّب متجر «مايكروسوفت» للتطبيقات على هاتفه مهما كان نوع الهاتف.
وتتضمن خطط الشركة الاستفادة من محتوى «Activision Blizzard» واستوديوهات الألعاب الخاصة بها، بما في ذلك «Ninja Theory» و«Playground Games» و«Zenimax Media». من خلال هذه الخطوة، تهدف «مايكروسوفت» إلى التنافس مع «آبل» و«غوغل» وربما «Epic Games» في سوق تطبيقات وألعاب الأجهزة المحمولة.


«أدوبي» (Adobe)

تبنّت شركة «أدوبي» الشهيرة في برامجها الخاصة بالرسوميات والتصميم، «الذكاء الاصطناعي التوليدي» من خلال إطلاق حزمة «Firefly» من نماذج وأدوات الذكاء الاصطناعي، جنباً إلى جنب مع «Adobe Sensei Generative AI Services» للمؤسسات. وتقدم «Firefly» خدمة إنشاء صور وتأثيرات بناءً على أوصاف معينة يكتبها المستخدم، بمعنى أنه يمكن للمستخدم تخيل ما يريده من صور أو مؤثرات، ومن ثم كل ما عليه فعله هو كتابة تلك الأمور إلى الذكاء الاصطناعي الذي سيقوم بخلقها من أجله. وستتوفر الخدمة قريباً عبر تطبيقات «Adobe» مثل «Photoshop» و«Illustrator» و«Adobe Experience Manager». ولا يزال النموذج حالياً في مرحلة تجريبية.