للمرة الأولى ستستخدم طائرة لنقل الركاب معادن مصنوعة بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، من شركة Norsk Titanium النروجية المتخصصة في الطباعة الرقمية الثلاثية الأبعاد للمعادن، كمكونات لهيكلها.
فقد أعلنت شركة "بوينغ" منذ أيام أنها ستبدأ باستخدام قطع من التيتانيوم المطبوع بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد في بناء طائرة Dreamliner 787، بعدما حصلت الشركتان على موافقة سلطة الطيران المدني الفيدرالية الأميركية لإنتاج أجزاء من الطائرة بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد وذلك بعد سلسلة اختبارات مكثفة انتهت في شباط الفائت وفق البيان الصادر عن الشركة النروجية.
انتقال شركة الطيران العملاقة "بوينغ" إلى الطباعة الثلاثية الأبعاد في طائرة 787 Dreamliner سببه حاجة هذه الطائرة إلى المزيد من المعادن، أكثر من النماذج الأخرى، بسبب هيكلها وأجنحتها المكونة من ألياف الكربون، خاصة أن معدن التيتانيوم المصنع تقليدياً يمكن أن يكون مكلفاً للغاية في ظل إنتاج 144 طائرة من هذا النوع سنوياً. فقد نقلت "رويترز" أن سبائك التيتانيوم القوية والخفيفة الوزن تكلّف أكثر بسبع مرات من الألمنيوم وتمثل نحو 17 مليون دولار من تكلفة الطائرة البالغة 265 مليون دولار، أما بخطوتها هذه ستوفر الشركة بين 2 و3 ملايين دولار لكل طائرة على الأقل ابتداء من عام 2018 عندما تتم طباعة أجزاء أخرى.
تعد هذه الخطوة، وخصوصاً أنها صادرة عن "بوينغ"، دافعاً مدوياً للاتجاه إلى الطباعة الثلاثية الأبعاد في صناعة الطائرات وهي دليل على أن الشركات بدأت تثق في عملية التصنيع والمواد الناتجة منها.

ستبدأ طباعة الأجزاء في النروج لكن الشركة تهدف إلى أن يكون لديها 9 طابعات نهاية هذا العام في نيويورك

تستخدم شركة "نورسك تيتانيوم" تقنية الترسيب السريع للبلازما (Rapid Plasma Deposition) التي تقوم على إذابة أسلاك التيتانيوم في غاز الأرغون ومن ثم مراكمة طبقات من المادة بسرعة ودقة بالشكل المطلوب تنفيذه التي تصل دقته إلى 80% بتكلفة إنتاج أقل بكثير من الطريقة التقليدية، إذ تقلل هذه العملية من تكاليف المواد الخام واستخدام الطاقة مقارنة بالتصنيع التقليدي.
وتتوقع شركة نورسك أن توافق الهيئة التنظيمية الأميركية على خصائص المواد وعملية الإنتاج للأجزاء المطبوعة في وقت لاحق من هذا العام، ما سيؤدي إلى تحقيق خطوة هائلة من خلال السماح لها بطباعة آلاف الأجزاء الأخرى لكل طائرة Dreamliner، من دون أن يتطلب كل جزء موافقة منفصلة من سلطة الطيران المدني الفيدرالية الأميركية، ما سيؤدي إلى توفير الملايين من الدولارات في تصنيع كل طائرة.
ستبدأ طباعة الأجزاء في النروج لكن الشركة تهدف إلى أن يكون لديها 9 طابعات نهاية هذا العام في نيويورك على مساحة 620 ألف متر مربع. ولفتت رويترز إلى أن «جنرال الكتريك» تطبع فوهات الوقود المعدنية لمحركات الطائرات، إلا أن نورسك وبوينغ يقولان إن أجزاء التيتانيوم هي أول المكونات الهيكلية المطبوعة المصممة لتحمل الضغط في هيكل الطائرة.
للاطلاع على تقنية طباعة التيتانيوم: