بمناسبة 20 سنة على تأسيسها أطلقت شركة «كاسبرسكي» المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، مشروع «الأرض 2050» الذي جمعت فيه تنبؤات من خبراء ومستخدمي انترنت عن كيف سيبدو العالم بحلول عام 2050. يسمح المشروع باستكشاف كيف ستبدو بعض المدن خلال أعوام 2030 و2040 و2050 من خلال خريطة تفاعلية للكرة الأرضية.
تحتوي الكرة الأرضية الثلاثية الأبعاد، التي تجسد مستقبل الأرض، على نقاط تفاعلية بألوان مختلفة، الذهبية منها تعدّ تفاعلية بشكل كامل، ما يسمح للمستخدمين باستكشاف مدن مثل نيويورك، شيكاغو، برشلونة، شنغهاي وداكا ورؤية شوارعها ومبانيها، أما النقاط البيضاء توفر تنبؤات من دون صور منذ عام 2030 حتى 2050.
نيويورك عام 2050 هي «الجنة» وفق ما يتخيله الخبراء إذ ستكون من المدن الأكثر تطوراً: استخدام كبير لتقنية الواقع المعزز، الكثير من ناطحات السحاب الصديقة للبيئة، الطاقة الخاصة، وسيكون بالإمكان الوصول إلى أي شيء في أي وقت مثل الوجبات السريعة والترفيه. يتوقع خبير المستقبل ايان بيرسون أن أطول المباني في نيويورك سيتجاوز ارتفاعها الـ 50 كيلومتراً وستستخدم للسفر في الفضاء. ستنتشر الروبوتات بكثرة بين السكان وسيكون هناك أيضاً مخلوقات بيولوجية جديدة، مصممة وراثياً في المختبرات. ستكون أدمغة الناس موصولة بالإنترنت مباشرة ليتمكنوا من التواصل مع الآلات التي ستسيطر على كل شيء، وهذا المشروع بدأ بالفعل مع Neuralink، الشركة التي كشف عنها ايلون ماسك مؤسس «تسلا»، والتي ستزرع رقائق في أدمغة الناس تجعلهم قادرين على مجاراة الذكاء الاصطناعي.

سيكون هناك مطبعة ثلاثية الأبعاد في كل منزل تصنع أي شيء يحتاج إليه الإنسان


أما شانغهاي، فيتوقع الخبراء أنها ستكون مليئة بناطحات سحاب متعددة الوظائف، سيكون في المباني طوابق مخصصة للتصنيع والمكاتب والمحلات التجارية ومراكز ترفيه لمراكز تعليمية ومناطق سكنية، مما يسمح للناس أن يعيشوا حياة كاملة لسنوات من دون الحاجة إلى مغادرة المبنى.
برشلونة في عام 2030، مليئة بالسيارات الكهربائية والهندسة المعمارية الأنيقة لكن عام 2050 ستظهر مبان غريبة في سمائها تشبه السفن الفضائية. أما لشبونة على سبيل المثال، فيتوقع خبراء كاسبرسكي أنها ستحتوي على مناطق «خالية من الكمبيوترات» computer free حيث ستمنع كافة الأجهزة الإلكترونية بعدما غزت الكمبيوترات حياتنا. كذلك يتوقع هؤلاء أن ترتفع أسعار الأشغال اليدوية فيها بشكل كبير وتصبح نادرة.
في طوكيو ستصبح الرحلات التي «كانت» طويلة أمراً يومياً، إذ ستستغرق الرحلة من طوكيو إلى نيويورك 3 ساعات فقط في طائرات فائقة السرعة. في الواقع بدأ تنفيذ هذه التكنولوجيا من قبل شركة «بوم» التي توقعت أن تدخل المرحلة التجريبية لطائراتها التي ستتجاوز سرعتها ضعف سرعة الصوت خلال السنة المقبلة متوقعةً أن تبدأ بالعمل عام 2020.
مصير داكا، عاصمة بنغلادش، لن يكون جيداً عام 2050 وفق تنبؤات خبراء كاسبيرسكي، إذ سيرتفع مستوى سطح البحر بما يؤدي إلى إغراق المناطق الساحلية ومهاجرة سكانها. وبرغم السعي لإيجاد حلول لهذا الأمر، إلا أن الفروقات الطبقية قد تؤدي إلى غرق بعض المناطق، فالبلدان الأكثر ثراء والأكثر خبرة مثل الدنمارك وهولندا قد تزوّد مناطقها الساحلية بالحماية التي تحتاج إليها، في حين أن دولاً مثل بنغلادش قد لا تكون قادرة على هذا الأمر. ستُعرف داكا عام 2050، باسم «مدينة التايتانيك» إذ تصوّر الخريطة التفاعلية مدينة داكا تحت البحار حيث ستنظم رحلات غطس لرؤية المدينة القديمة. لكن من جهة أخرى، بحلول أواخر القرن الحادي والعشرين سيكون الطقس في القطب الشمالي دافئاً لدرجة أنه لن يكون هناك جليد على الإطلاق خلال فصل الصيف، وهذا سيكون له امتيازات واضحة للحركة البحرية، المدنية والعسكرية، وكذلك للسياحة مع استحداث منتجعات قطبية جديدة.
من ناحية التقنيات، يتوقع ايان بيرسون أن الكراسي والأثاث والأسرّة التي تغير شكلها ستكون منتشرة بكثرة وستصبح هي السائدة، سيكون هناك روبوتات في كل منزل لتحضير الطعام وتنظيف المنزل. كذلك سيكون هناك مطبعة ثلاثية الأبعاد في كل منزل تصنع أي شيء يحتاج إليه الإنسان. سينتهي عصر التلفزيونات إذ ستستبدل بقنوات الإنترنت للبث السريع كما ستسمح تقنية التصوير التجسيدي Holography بالاختلاط مع الأصدقاء عبر مسافات طويلة.
أما الملابس فستكون ديناميكية إذ يمكن تغيير اللون والتصميم والزخرفة وحتى القياس بكبسة زر، كذلك لن تصمم الملابس لتكون جاهزة للارتداء إنما ستكون «نصف جاهزة»، اذ سيتم تصميمها من خلال المطابع الثلاثية الأبعاد فيختار الشخص القياس والتصميم واللون ويحمّله على المطبعة لتتم طباعة الفستان أو البدلة على الفور، إلا أن الشركة طرحت إحدى مخاطر هذا الأمر: تخيل أنك في اجتماع وتمكن أحدهم من اختراق وقرصنة ملابسك الذكية وبدأ بتغيير لونها. بعض التوقعات أتت طموحة حيث لا حاجة إلى المدارس بعد اليوم، إذ سيكون بإمكان الأولاد أن يتعلموا أينما كانوا من خلال تقنية الهولوغرام التي ستنقل الأستاذ إليهم وستنقلهم بدورهم إلى الأستاذ.
بطبيعة الحال، إن هذه المرافق والخدمات والتقنيات ستكون متاحة فقط لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكلفتها وفق ما يرد في الموقع، ومن المرجح أنه بدلاً من شراء الأشياء سيقوم الناس بالاشتراك برزم من الخدمات اليومية التي تستهدف مستويات الدخل المختلفة.

للاطلاع على الخريطة التفاعلية: https://2050.earth/

* للمشاركة في صفحة تكنولوجيا التواصل عبر البريد الإلكتروني: [email protected]