كلّ شيء يتناهى في الظلام ويواجه احتماليّة انقضائه. الكائنات أيضاً، إن وُجدت، ستتراءى وهي تدير أظهرها، وتسير بإرادتها نحو الانطفاء، مذعنة للوحدة كسرّ لكلّ الحقائق المتكشّفة في العتمة. كل شيء يمضي في الليل. اللمبات الشحيحة تتسرّب من اللافتات والشرفات. خيط مضيء ينبعث من كأس في حانة تهمّ بإغلاق أبوابها. إشعاعات تبدو كآخر ساهري بيروت، آخر من نجح في إبقاء عينيه متّسعتين حتى طلوع الضوء. يتوقّف صوت الخارج في رأسك للحظات. تخال أن الشوارع المُعطّلة في بيروت ستظلّ فارغة أبداً، ولو لاحت في داخلها مئات الوجوه. تبتلع العتمة وتخنق أحياناً كاستعارة عن مجيء الشدائد. تتواطأ صور الفنان والكاتب اللبناني غيث الأمين مع الليل. عدسة هاتفه تتربّص به من دون أن تجفل، فلا تصبح العتمة مجرّد مشهد في لقطة عابرة، بل حالة جاثمة تؤكّد أن ما كان قد انقضى، ولو أصرّ إشعاعه الخافت على اختراق شريط الظلمة الطويل. (نص: روان عز الدين)


(غيث الأمين)


(غيث الأمين)


(غيث الأمين)


(غيث الأمين)


(غيث الأمين)


(غيث الأمين)


(غيث الأمين)


(غيث الأمين)