لم تتوقف الاشتباكات بين الجيش والمسلحين في بلدات وقرى الغوطة الشرقية (ريف دمشق). وقتل أمس قائد «كتائب طلحة» جمال حيدر في بلدة دير سلمان، حسبما نقل مصدر رسمي لوكالة «سانا» الاخبارية. وذكر المصدر ان الجيش لاحق مجموعات مسلحة في حرستا والعبادة، مشيراً الى تنفيذ عملية في بلدة القيسا والبحارية، أدت إلى إيقاع عدد كبير من القتلى بين المسلحين. وبعد تحرير بلدة دير عطية (88 كلم شمال دمشق على طريق حمص) من المسلحين، ارتفعت حدة الاشتباكات في بلدة النبك المجاورة، حيث استهدف الجيش السوري تجمعات المسلّحين المعارضين، بهدف إحكام السيطرة الكاملة عليها، بعدما سيطر على نصفها. وذكرت مصادر ميدانية معارضة لـ«الأخبار» ان «قصفاً جوياً عنيفاً طاول المدينة أمس، وادى إلى استشهاد عدد من المقاتلين من جنسيات مختلفة». ويتمركز مسلحو «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» في مزارع ريما بين النبك ويبرود، من حيث يطلقون قذائف الهاون باتجاه الطريق الدولي بين دمشق وحمص، الذي لا يزال مقطوعاً. وفي موازاة ذلك، مشّط الجيش دير عطية ولاحق المسلحين في محيطها. وقتل في المزارع الشرقية للبلدة قائد إحدى المجموعات المسلحة السعودي الملقب بـ«أبو عبيدة» بحسب ما ذكرت وكالة «سانا».
وفي مدينة دمشق، استشهد 4 مواطنين بينهم طفل وامرأة وأصيب آخرون من جراء اعتداء بقذيفة هاون استهدف ظهر أمس الجامع الأموي في العاصمة. وأفاد مصدر مسؤول لـ«سانا» إن «قذيفة هاون أطلقها مسلحون سقطت أمام المدخل الغربي للجامع الأموي، ما أدى إلى مقتل 4 مواطنين، بينهم طفل وامرأة وإصابة 26 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة»، مضيفاً ان غالبية المصابين هم من النساء والاطفال. ودعت وزارة الأوقاف العالم العربي والإسلامي للوقوف في وجه «الحقد التكفيري الوهابي السعودي، الذى هز اليوم بقذائفه جنبات الجامع الأموي بدمشق». وأكدت الوزارة في بيان لها، «أن استهداف الإرهابيين للمساجد والكنائس يزيد السوريين إصرارا على تطهير أرضهم الطاهرة من رجس التطرف والتكفير».
وفي حمص، قتلت مجموعة مسلحة 3 عمال في ورشة إصلاح وصيانة تابعة للشركة العامة للكهرباء في المدينة، واختطفت 9 عمال من الشركة، بحسب ما ذكر وزير الكهرباء عماد خميس في تصريح لـ«سانا».

موسكو: المعارضة آتية

سياسياً، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف ، نائب وزير الخارجية، أنّ من مصلحة المعارضة السورية، بما فيها «الائتلاف الوطني»، «الحضور الى موسكو بأسرع ما يمكن»، مشيرا الى أن «ممثلي المعارضة قد يصلون الى العاصمة الروسية قبل 20 كانون الأول المقبل». وقال نائب الوزير أمس في حديث مع الصحافيين، «أعتقد أن ذلك (وصول ممثلي الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى موسكو) قد يجري قريبا، لأنكم تعرفون أنّ من المقرر عقد لقاء جديد، وربما الأخير، في جنيف (لممثلي روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة إعدادا لجنيف 2)، وأعتقد أنّ من مصلحة محادثينا، بمن فيهم الائتلاف الوطني، الوصول بأسرع ما يمكن». وأشار بوغدانوف الى أن «الائتلاف قد يرسل أكثر من وفد».
من جهة ثانية، رأى رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي لدى وصوله إلى طهران أمس، أن الاتفاق الذي وقّعته ايران مع السداسية انتصار لإيران، وستكون له انعكاسات على المنطقة، وتأثير في الساحة السورية خاصة. وقال الحلقي خلال لقائه نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إنه سيناقش العديد من القضايا المشتركة أثناء زيارته التي تستمر ثلاثة أيام.
(الأخبار، أ ف ب)