دمشق | لم ينس السوريون بعد المعاناة التي عاشوها في السنتين الماضيتين. صف طويل وساعات انتظار لا تنتهي للحصول عن حصة، غير كافية في الكثير من الاحيان، من المازوت. هذا نموذج مصغّر عن نمط عيش السوري، والذي يتهيّأ له اليوم في ظل قدوم فصل الشتاء.لكن هذا العام، الجهات الرسمية بشّرت بأن المازوت متوافر بشكل كبير، على عكس العامين الماضيين من الازمة. كما ان الكمية المتوافرة ستكفي الجميع وستصل الى منازلهم كما اعتاد السوريون.

يقول مدير محروقات دمشق سهيل نخلة لـ«الأخبار»، إن «عدد مراكز الخدمة (المازوت) التي كانت متوافرة في العام الفائت للتسجيل والتعبئة كان اثنين فقط، وقد ارتفع هذا العام إلى ثلاثة، وسيضاف مركز رابع يساعد في تخفيف الضغط وخدمة أكبر عدد ممكن من الناس». ويؤكّد سهيل ان كميات المازوت متوافرة هذا العام بشكل أكثر من العام الماضي، حيث ارتفعت «حصة الأسرة من 250 ليتراً سابقاً إلى 400 ليتر هذه السنة». وفي هذا الصدد، يجري التحضير لخطة جديدة بالتعاون مع محافظة دمشق، بهدف وضع جدول بالمناطق الشعبية التي ستحصل على خزانات مازوت، حسبما يقول سهيل. وستنفّذ هذه الخطة تحت إشراف لجان الأحياء الذين سيتلقون التموين، وسيصحبها برنامج للتسجيل يعتمد على نظام القسيمة.
أما عن الكمية المخصصة لكل عائلة، فيشرح سهيل أن معدل الاستهلاك الوسطي للأسرة في دمشق لا يتجاوز الـ500 ليتر، باستثناء المناطق الباردة. و«هذه الكمية ربما ليس من السهل تحصيلها بسبب ارتفاع سعرها إذ يبلغ 25 ألف ليرة»، كما يقول.
لكن رغم ذلك، يشير الواقع المعيشي الى أن قدرة المواطن على الشراء ستتراجع، فسعر المازوت ارتفع من 35 ليرة إلى 60 ليرة اليوم، ليتضاعف أكثر من مرتين منذ نحو عامين. فقد كان سعر اللتير 20 ليرة، الأمر الذي شكل صدمة للكثيرين وانعكس على استخدامهم لهذه المادة. تجدر الاشارة هنا الى ان رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي أكّد منذ شهر، أن الحكومة مستمرة بسياسة الدعم، ولن تتخلى عن المواطن، وأن كل ما يشاع عن تخليها عن هذه السياسة أو رفع سعر المازوت هو عار من الصحة.
ويؤكّد سهيل، أن «الدعم الحالي هو اكثر من اي السابق»، موضحاً أن ليتر المازوت الذي كان يباع بـ 36 ليرة كان يكلف الدولة إنتاجه 60 ليرة. وبالتالي كان الدعم حوالي الـ50%. أما الآن فالمازوت يدعم 300% باعتبار أن تكاليف الإنتاج باتت أعلى والوضع الاقتصادي الإجمالي بات أسوأ.
وبعيداً عن أزمة المازوت وتوفره، سيكون الشتاء قاسياً على كثيرين موجودين اليوم في العراء، فقدوا منازلهم.